حثَّ جيش التحرير الشعبي الصيني أفراده على توخي الحذر بشأن الأشخاص الذين يُخالطونهم، وقال إن التواصل الاجتماعي مع الأشخاص غير المناسبين هو السبب الرئيسي لإقالة "بعض القادة" في الجيش الصيني من مناصبهم، حسب ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية الأحد 24 سبتمبر/أيلول 2023.
يأتي ذلك بعد أسابيع من إقدام الرئيس الصيني، شي جين بينغ على ما وصفه محللون بـ"أكبر حملة تطهير في الجيش الصيني"، وقالوا إن الزعيم الصيني "يشرف على حملة كاسحة لتعزيز الولاء، وتأكيد المزيد من السيطرة على جيش التحرير الشعبي".
"تطهير الدوائر الاجتماعية"
في تعقيب نشره موقع صحيفة PLA Daily الذي تديره الدولة، يوم الجمعة 22 سبتمبر/أيلول، قيل إنه يتعين على كوادر الجيش الصيني "تطهير دوائرهم الاجتماعية"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل بشأن القادة الذين أقيلوا من مناصبهم.
نقل التعقيب عن مدونة قواعد السلوك الخاصة بالتفاعلات الاجتماعية لكوادر الجيش، التي أصدرتها اللجنة العسكرية المركزية في يونيو/حزيران، توصية مفادها: إن "أكثر الطرق فاعلية في الابتعاد عن المخاطر والإغراءات هي (العزلة الجسدية)".
إذ قال عضو باللجنة في التعقيب الوارد على مذكرة الجيش الصيني إنه ما لم تكن المناسبات ولقاءات الطعام ضرورية، فالأولى تجنُّبها.
تأتي هذه التوصيات في أعقاب القرار الذي أصدره الرئيس الصيني شي جين بينغ بإقالة تشين غانغ من منصب وزير الخارجية، في أواخر يوليو/تموز، بعد 7 أشهر فقط من توليه منصبه، وهي أقصر مدة قضاها مسؤول صيني في هذا المنصب.
حيث نقلت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، عن مصادر، أن تحقيقاً توصل إلى أن تشين كان على علاقة غرامية أثناء عمله سفيراً للصين في واشنطن.
في أعقاب ذلك، غاب مسؤول آخر رفيع المستوى، وهو وزير الدفاع لي شانغ فو، عن الظهور العلني، في نهاية أغسطس/آب، أي بعد أشهر فقط من الإطاحة ببعض الجنرالات العاملين في القيادة التي تدير الترسانة النووية في البلاد.
في ذلك الوقت، بدأ الجيش الصيني تحقيقاً في قضايا فساد مرتبطة بمشتريات يعود تاريخها إلى أكثر من 5 سنوات، وهي الفترة ذاتها التي كان لي يتولى فيها رئاسة قسم إدارة المعدات.
بينما قال مسؤول أمريكي مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المسؤولين الأمريكيين لديهم معلومات استخباراتية تشير إلى أن لي قد أقيل من منصبه.
تغييرات في الجيش الصيني
خلال حفل أقيم في بكين يوم الإثنين 31 يوليو/تموز، عيَّن شي رؤساء جدداً لقوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، التي تسيطر على الترسانة النووية والصواريخ التقليدية للبلاد، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكن أن تصل إلى أراضي الولايات المتحدة.
تُعَد هذه الأسلحة جزءاً من برنامج سريع التوسع، وهو أمر بالغ الأهمية لهدف الصين طويل الأجل المتمثل في الاستيلاء على تايوان وتحدي الولايات المتحدة في المنطقة، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية.
من خلال التعديل الكبير، أطاح شي قائد القوة الصاروخية، وهو من قدامى المحاربين في قوة الصواريخ بجيش التحرير الشعبي الصيني الذي ظل غائباً عن الأنظار لشهور.
يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من إقالة وزير الخارجية تشين غانغ، الموالي لشي، والذي اختفى تماماً عن الأنظار. في كلتا الحالتين، لم يُقدَّم أي تفسير رسمي، لكن حالات الاختفاء هذه غالباً ما تكون علامات على التحقيق.
كما قال محللون إن مثل هذه الأحداث قد تشير إلى تصدعاتٍ محتملة في قبضة شي على السلطة في فترته الثالثة، ما ينذر بمزيد من عدم اليقين داخل المستويات العليا من النظام الصيني.
بينما قال لين ينغ يو، الأستاذ المساعد للشؤون الدولية في جامعة تامكانغ في مدينة تايبيه الجديدة: "لقد أبرز هذا أن شي لديه مشاكل داخل النظامين الدبلوماسي والعسكري. وهذا يدل على أن شي قد يواجه المزيد من الصعوبات عندما يتعلق الأمر بالتحكم داخلياً".