حذر وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، من انسحاب حزبه وحزب يميني آخر من الائتلاف الحكومي إذا قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنازلات للفلسطينيين، مقابل صفقة تطبيع العلاقات المحتملة مع السعودية، حسبما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل السبت 23 سبتمبر/أيلول 2023.
وأضاف بن غفير: "إذا كانت هناك تنازلات للفلسطينيين، فلن نبقى في الحكومة.. ليس نحن فقط، بل حزب الصهيونية الدينية أيضاً"، قائلاً إن حزبه "يدعم التطبيع، لكنه لن يقبل أي تنازلات للفلسطينيين".
ووفقاً للصحيفة، فإن انسحاب الأحزاب اليمينية من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة التي أدت اليمين الدستورية نهاية العام الماضي، في بلد شهد 5 انتخابات في أقل من 5 أعوام.
والجمعة، أعلن نتنياهو، من منبر الأمم المتحدة، أن إسرائيل "على عتبة" إقامة علاقات مع السعودية، مضيفاً أن الاتفاقات المبرمة عام 2020 لتطبيع العلاقات مع 3 دول عربية، كانت بمثابة إشارة إلى "فجر عصر جديد من السلام".
وتابع نتنياهو: "أعتقد أننا على عتبة اختراق أكثر أهمية في سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية"، مستطرداً: "مثل هذا السلام سيقطع شوطاً طويلاً نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وسيشجع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل".
فيما ذكرت القناة (12) الإسرائيلية أن مسؤولين مقربين من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قالوا، الجمعة، "إذا بدأوا عملياً في تقديم تنازلات وانتهاك السيادة الإسرائيلية، فهذه إشارة إلى أن بيني غانتس سيدخل المشهد" (إشارة إلى حكومة وحدة وطنية محتملة) "حيث يمكن لحزب بيني غانتس أن يحل محل أولئك الذين يغادرون".
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن عضو الكنيست من حزب "الليكود"، داني دانون، هو "المشرع الوحيد في الائتلاف الحاكم الذي يرغب في الاعتراف بأن الصفقة مع السعودية ستتطلب لفتات إسرائيلية تجاه الفلسطينيين".
ومع ذلك، أصر دانون، في مقابلة مع هيئة البث العامة (كان)، على أن التنازلات ستكون "مجرد إجراءات اقتصادية". وقال إن "القضية السعودية لا يجب أن تكون مشروطة بالقضية الفلسطينية".
ورغم التحذيرات التي أصدروها، أشاد حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي بخطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث قال وزير الاتصالات، شلومو كارهي: "خطاب قوي لرئيس الوزراء نتنياهو. ومعه سنعمل على تعزيز السلام بقوة، على أساس الحقيقة. شرق أوسط جديد للسلام، من أجل السلام".
من جانبه، أشاد وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بأداء نتنياهو في الأمم المتحدة، لكنه ألمح إلى رفض تقديم تنازلات للفلسطينيين.
والأربعاء، صرح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لشبكة "فوكس نيوز"، بأن المملكة "تقترب" من إقامة علاقات مع إسرائيل. لكنه شدد على "أهمية القضية الفلسطينية" بالنسبة للمملكة، قائلاً: "بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية. علينا حلها".
ويطالب الفلسطينيون بدولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لكن إسرائيل ترفض ذلك بشدة.
وتدفع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بصفقة قد تفضي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل، وطالما أكدت منذ أعوام طويلة أن تطبيع علاقاتها "يتوقف على تطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين".
ولم تنضم المملكة إلى معاهدة أبراهام التي أُبرمت عام 2020 وتوسطت فيها الولايات المتحدة، وأقامت بموجبها إسرائيل علاقات مع جارتي المملكة، الإمارات والبحرين، ثم المغرب والسودان.