قالت صحيفة New York Times الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2023، إن قاضياً عسكرياً أمريكياً حكم بسجن متهم في قضية 11 سبتمبر/أيلول- تعرض للتعذيب على يد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية- وقد تبنى القاضي نتيجةً مفادها أن السجين كان متضرراً نفسياً للغاية بحيث لا يمكنه الدفاع عن نفسه، وقد استبعده القاضي من جلسة محاكمة عقوبة الإعدام.
استبعد القاضي العقيد ماثيو ماكول المتهمَ رمزي بن الشيبة (51 عاماً)، من قضية التآمر التي شارك فيها خمسة متهمين، في حكمٍ من 11 صفحة مساء الخميس. وقد اتُّهِمَ ابن الشيبة بأنه شريك في الهجمات التي أسفرت عن مقتل 2976 شخصاً، واتُّهِمَ كذلك بالمساعدة في تنظيم خلية من الخاطفين في هامبورغ بألمانيا، والتي استولى زعيمها على الرحلة رقم 11 وقادها إلى مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر/أيلول 2001.
استبعاد متهم في أحداث سبتمبر من عقوبة الإعدام
أمر القاضي بمواصلة الإجراءات التمهيدية يوم الجمعة مع خالد شيخ محمد، المتهم بأنه العقل المدبر للمؤامرة، والمتهمين الثلاثة الآخرين لكنه استبعد ابن الشيبة من الجلسة.
وبدا أن القرار يؤيد ضمنياً ادعاء محامي الدفاع الجنائي للسجين، ديفيد بروك، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عذَّبته حتى دفعته إلى الجنون.
وكان ممثلو الادعاء قد حثوا القاضي، على رفض النتيجة التي توصل إليها فريق من الأطباء النفسيين العسكريين الأمريكيين وطبيب نفساني شرعي في 24 أغسطس/آب، بأن ابن الشيبة يعاني من "مرض عقلي أو خلل" جعله "غير قادر على فهم طبيعة الإجراءات" ضده أو التعاون مع فريقه القانوني.
قام مجلس الصحة النفسية بتشخيصه على أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة مع سمات ذهانية ثانوية، إضافة إلى اضطراب وهمي.
لسنوات، قال ابن الشيبة إنه تعرض للتعذيب من قِبَلِ قوى غير مرئية تسببت في اهتزاز سريره وزنزانته ولسع أعضائه التناسلية، مما حرمه من النوم. وقد عطَّل ابن الشيبة إجراءات المحكمة والسلام في السجن بالنسبة للمعتقلين المهمين الذين تعرضوا "للاستجواب المعزز" مثل الإيهام بالغرق والضرب والحرمان من النوم في مقار الاحتجاز الخاصة بالاستخبارات المركزية الأمريكية.
اتهامات لـ"سي آي إيه" بتعذيب المتهم
أخبر بروك القاضيَ، يوم الثلاثاء، بأن ابن الشيبة كان رجلاً حطمته وكالة الاستخبارات المركزية. وفي الفترة من 2002 إلى 2006، احتُجز خلالها في الحبس الانفرادي، وحُرم من النوم، وتعرض للإيذاء بطرق أخرى، وضمن ذلك إجباره على الوقوف مقيداً ومرتدياً الحفاضات لمدة تصل إلى ثلاثة أيام في المرة الواحدة. ووصف ابن الشيبة بأنه مُحاصر في دائرة لا نهاية لها من الحرمان من النوم لدرجة أنه لا يستطيع المساعدة في الدفاع عنه.
وقال بروك، وهو محامٍ أمريكي متخصص في قضايا عقوبة الإعدام، إن "الأوهام والهلوسة المعقدة" التي يعاني منها السجين شائعة في مثل هذه القضايا.
ورداً على سؤال من القاضي، قال بروك إن فريقه خصص كل وقته تقريباً مع السجين في محاولة تهدئته من خلال توثيق أوهامه أو محاولة التوسط نيابة عنه لدى قادة السجن، الذين يستجيبون لثوراته الغاضبة والجهود المبذولة لتدمير زنزانته من خلال وضعه في عزلة أشبه بالحبس الانفرادي. وكتب ماكول: "إن مجمل الحقائق يُظهِر أن المتهم يركز بالكامل على أوهامه".
وقف محاكمة المتهم بسبب أمراض نفسية لحقت به
بفصل ابن الشيبة عن القضية، أوقف القاضي محاكمته بشكل أساسي حتى استعادة صحته العقلية.
وحتى هذا الأسبوع، كان الادعاء يعرض أقصى عقوبة بالسجن مدى الحياة، بدلاً من إمكانية عقوبة الإعدام، مقابل اعترافات مُفصَّلة بالذنب من قِبَلِ متهمٍ يرغب في وصف دوره في الهجمات.
ولم يكن لدى ابن الشيبة سوى مطلب واحد، وهو ما أدى إلى حرمانه من المشاركة في المفاوضات: منع السجن من الاعتداء عليه بنظام الحرمان من النوم غير المرئي. وشهد موظفو السجن بأن ذلك لا يحدث.
واختتم القاضي تقرير اللجنة المكون من 80 صفحة بالكامل بناءً على طلب الفريق القانوني لابن الشيبة، لكنه أصدر ملخصاً من صفحة واحدة للنتائج التي توصلوا إليها.