كشف موقع Axios الأمريكي، كواليس اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، الأربعاء، 20 سبتمبر/أيلول 2023، والذي استمر لمدة ساعة في مناقشة الإصلاح القضائي لنتنياهو، وحالة محادثات التطبيع مع المملكة السعودية وإيران، والوضع في الضفة الغربية.
الموقع الأمريكي أشار إلى أن الاجتماع لم يبدأ بشكل جيد؛ حيث انتظر نتنياهو، الذي وصل في الوقت المحدد أكثر من 30 دقيقة حتى يصل بايدن، مضيفاً أنه عندما وصل الرئيس الأمريكي، أعطى نتنياهو على الفور ما كان يأمله، إذ قال بايدن أمام الكاميرات: "آمل أن أراكم في واشنطن بحلول نهاية العام".
ورفض بايدن لمدة 9 أشهر لقاء نتنياهو بسبب مخاوف بشأن حكومته اليمينية المتطرفة، وخطواتها لإضعاف المحكمة العليا في إسرائيل. وقد ألقت التوترات بظلالها على العلاقة بين الحليفين بشكل كبير.
ورغم استمرار الخلافات السياسية، فقد أدرك بايدن أن الاستمرار في التعامل مع نتنياهو ببرودة قد يضر بمكانته السياسية بين الداعمين الأمريكيين لإسرائيل ويعقِّد الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق ضخم مع المملكة السعودية وإسرائيل.
وعلى الأقل علناً، بدا أن الاجتماع، وفقاً للموقع الأمريكي، نجح في خفض حدة التوتر ومواجهة التصور بأن الحليفين يتباعدان.
إن فترة تأجيل زيارة نتنياهو، التي بلغت 265 يوماً، هي أطول فترة انتظرها أي رئيس وزراء إسرائيلي للقاء الرئيس الأمريكي منذ عام 1964. واضطر رئيس الوزراء آنذاك ليفي أشكول إلى الانتظار 341 يوماً للقاء ريتشارد نيكسون.
مدة الاجتماع
وعلى انفراد، أمضى بايدن ونتنياهو الاجتماع الذي استمر ساعة في مناقشة الإصلاح القضائي لنتنياهو، وحالة محادثات التطبيع مع المملكة السعودية وإيران، والوضع في الضفة الغربية.
وقد شبهه مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، لديه معرفة مباشرة بالاجتماع، بمحادثة بين صديقين قديمين وليس نقاشاً معهوداً بين زعيمين جهَّز كل منهما بنوداً للحوار، بحسب أكسيوس.
يعرف بايدن ونتنياهو بعضهما البعض منذ أكثر من 40 عاماً، وقد التقيا عدة مرات من قبل. وقال المسؤول الإسرائيلي إن نتنياهو وجد بايدن حاد الذهن، ودحض المخاوف بشأن حالته الإدراكية.
وقال مسؤول أمريكي كبير في إفادة للصحفيين: "لقد كان الأمر بنّاءً وصريحاً للغاية. لقد كان نقاشاً لا يمكن أن يجريه إلا الرئيس جو بايدن مع بيبي نتنياهو".
تفاؤل نتنياهو
وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير إن نتنياهو غادر الاجتماع متفائلاً للغاية بشأن احتمالات تأمين الصفقة الضخمة مع المملكة السعودية، موضحاً في الوقت ذاته: "إنها ليست صفقة محسومة، وهناك العديد من المتغيرات، لكن الاحتمالات تزيد على 50%".
وأعرب بايدن عن استغرابه من إمكانية طرح مسألة تطبيع مع السعودية قبل عقد من زمان، وقال مازحاً: "إذا كنا نتحدث قبل 10 سنوات عن التطبيع مع المملكة السعودية، أعتقد أننا كنا سننظر إلى بعضنا ونقول: من كان يشرب ماذا؟".
وأعرب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، عن مشاعر مماثلة، حيث قال: "كل يوم نقترب أكثر".
وكان مسؤول أمريكي كبير أطلع الصحفيين بعد الاجتماع أكثر تحفظاً من ذلك، إذ قال: "التطبيع مسألة معقدة للغاية. لقد حققنا بعض التقدم، ولكن هناك بعض الطرق لابد أن نمضي فيها قُدماً في هذا الأمر قبل أن نصل هناك".
كما أوضح المسؤول الأمريكي أن بايدن ونتنياهو أجريا "مناقشة بنَّاءة للغاية" حول الجانب الإسرائيلي من الصفقة –التنازلات التي يرغب نتنياهو في تقديمها للفلسطينيين.
يستخدم الجانبان اختصار "مكون فلسطيني مهم". وقال المسؤول الإسرائيلي إن نتنياهو أبلغ بايدن بأنه يوافق على أن يكون الفلسطينيون جزءاً من الاتفاق، لكنه أصرّ على أنه لا ينبغي أن يكون لهم حق النقض.
وقال المسؤول الأمريكي الكبير: "أعتقد أن هناك اجتماعاً أساسياً للعقول، ليس فقط حول أهمية هذه القضية، ولكن أيضاً حول بعض ملامح ما سيكون مطلوباً في ما يتعلق بالفلسطينيين".