دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023، إلى وقف العمليات العسكرية التي اندلعت بين أذربيجان وأرمينيا بمنطقة "قره باغ"، في وقت أكدت فيه وزارة الدفاع الأذربيجانية أن عملياتها العسكرية مستمرة، وأنها سيطرت على عشرات المواقع، مطالبة مقاتلين من الأرمن بالاستسلام.
بيان من المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال إن بلينكن بحث مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، التطورات الأخيرة في منطقة "قره باغ".
أوضح البيان أن بلينكن دعا علييف إلى وقف العمليات العسكري "على الفور" والعودة إلى التهدئة، وأشار بلينكن إلى أن الحل العسكري "غير ممكن"، ودعا باكو إلى حل المشاكل مع الأرمن في قره باغ "من خلال الحوار".
أضاف البيان أن علييف أبلغ بلينكن استعداده لوقف الأنشطة العسكرية، وأشار البيان إلى أن بلينكن شدد على ضرورة عقد اجتماع بين الطرفين.
كذلك أبلغ بلينكن رئيس الوزراء الأرميني بأنه دعا أذربيجان إلى الحوار، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدعم سيادة أرمينيا واستقلالها وسلامة أراضيها.
يأتي هذا فيما قالت وزارة الدفاع في أذربيجان، اليوم الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول 2023، إن إجراءاتها العسكرية في منطقة قره باغ مستمرة بنجاح.
الوزارة في بيان نُشر على تليغرام: "تم تحييد مواقع قتالية ومركبات عسكرية ومدفعية وتجهيزات صواريخ مضادة للطائرات ومحطات حرب إلكترونية، وغيرها من المعدات العسكرية التابعة لوحدات القوات المسلحة الأرمينية".
كانت أذربيجان قد أرسلت قوات مدعومة بالمدفعية إلى منطقة "قره باغ"، أمس الثلاثاء، في محاولة لإخضاع الإقليم الانفصالي بالقوة، والذي يوجد به مسلحون أرمن، وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إنها أطلقت في "قره باغ" عملية ضد الإرهاب "بهدف إرساء النظام الدستوري في المنطقة.
كذلك لفتت أذربيجان إلى أن قواتها سيطرت حتى الآن على أكثر من 60 موقعاً عسكرياً، ودمرت ما يصل إلى 20 مركبة عسكرية ومعدات أخرى، فيما قالت السلطات في قره باغ إن 25 شخصا قتلواً، بينهم مدنيان، وأصيب 138 آخرون بسبب العمل العسكري في باكو، وأضافت أنه تم إجلاء سكان بعض القرى.
كانت أذربيجان قد أرجعت سبب تصاعد التوتر إلى "إطلاق قوات غير قانونية تابعة لأرمينيا في منطقة قره باغ الأذربيجانية، النار بشكل ممنهج على مواقع الجيش الأذربيجاني في الأشهر القليلة الماضية، ومواصلتها زرع الألغام، وقيامها بأعمال تحصينات".
من جانبها، أفادت سلطات "قره باغ" بسقوط 27 قتيلاً في العملية العسكرية الأذربيجانية، بينهم مدنيان، وأكثر من مئتي جريح، مؤكّدين إجلاء نحو سبعة آلاف شخص من 16 قرية، فيما أعلنت باكو عن سقوط قتيلين مدنيين في مناطق خاضعة لسيطرتها.
الخلاف على قره باغ
ويُعد الخلاف بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم "قره باغ" طويلاً ودامياً، إذ تسبب النزاع على المنطقة الواقعة في جنوب القوقاز، بنشوب حربين منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، أحدثهما في عام 2020.
"قرة باغ" معترف بها دولياً على أنها جزء من أذربيجان، لكن منطقة منها تديرها سلطات انفصالية من عرقية الأرمن، تقول إن المنطقة وطن أجدادها.
كان الاتحاد السوفييتي قد أعلن في العام 1923 عن إنشاء إقليم قره باغ ضمن "جمهورية أذربيجان السوفييتية"، وكانت غالبية سكان الإقليم من الأرمن، ومع بدء انهيار الاتحاد السوفييتي حاول السكان الانضمام إلى أرمينيا.
دارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص.
في 10 ديسمبر/كانون الأول 1991، أعلن الإقليم انفصاله بشكل كامل وتأسيس جمهورية مرتفعات "قره باغ"، وتم تغيير اسمها إلى جمهورية "آرتساخ"، لكنه لم يلقَ أي اعتراف دولي حتى من أرمينيا، وبات مجرد جمهورية حبيسة.
وفي العام 1993 كانت القوات الأرمينية قد سيطرت على الإقليم بشكل كامل، إضافة إلى 7 مناطق حدودية آذرية تقدر بنحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، إلا أنه في الحرب التي اندلعت بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020، سيطرت باكو على مساحات واسعة من الإقليم، وتسببت هذه الحرب بمقتل نحو 6500 شخص من الجانبين.