قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن إقليم قره باغ هو "أرض أذربيجانية"، مشدداً على أنه "من غير المقبول إطلاقاً فرض وضع آخر"، وذلك في كلمته بأعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في ولاية نيويورك الأمريكية، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023.
وأوضح أردوغان أن بلاده دعمت عملية المباحثات الأذربيجانية الأرمينية منذ البداية، إلا أن أرمينيا لم تستغل هذه "الفرصة التاريخية"، وأضاف قائلاً: "كما يقر الجميع الآن، فإن قره باغ أرض أذربيجانية"، وذكر أن بلاده تنتظر من أرمينيا الوفاء بالوعود التي قطعتها، وفي مقدمتها فتح "ممر زنغزور".
جدير بالذكر أن الممر سيوفر رابطاً جديداً بين تركيا وأذربيجان، حيث يعبر أراضي ولاية زنغزور الأرمينية التي تفصل بين البر الرئيسي لأذربيجان وإقليم ناختشيفان الأذربيجاني ذاتي الحكم المحاذي لتركيا.
في الوقت ذاته، رأى الرئيس التركي أن هناك "فرصة تاريخية لإحلال السلام والاستقرار في جنوبي القوقاز، ولتحقيق ذلك بدأت تركيا في إقامة علاقات حسن الجوار والتطبيع الكامل مع أرمينيا".
لكنه شدد على ضرورة أن يكون "الهدف الأساسي هو العيش بسلام جنباً إلى جنب بما في ذلك الأرمن على الأراضي الأذربيجانية"، وتابع: "من منطلق شعار شعب واحد في دولتين، نحن نؤيد الخطوات التي اتخذتها أذربيجان لحماية وحدة أراضيها".
وفي ختام كلمته، أدان الرئيس أردوغان بشدة "التطور السلبي الأخير الذي جرى بين أرمينيا وأذربيجان" والذي أسفر عن مقتل 6 مواطنين أذربيجانيين، معرباً عن أمله في أن تنتهي "التطورات السلبية" في المنطقة بأقرب وقت ممكن.
عمليات لـ"مكافحة الإرهاب"
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان، أنها بدأت "أنشطة محلية لمكافحة الإرهاب" في منطقة قره باغ التي تقطنها غالبية من عرقية الأرمن؛ وذلك "لكبح استفزازات واسعة النطاق" وطرد ما قالت إنها قوات أرمينية.
وأفاد بيان صادر عن الوزارة، أن التوتر تصاعد بسبب إطلاق قوات غير قانونية تابعة لأرمينيا في منطقة قره باغ الأذربيجانية النار بشكل ممنهج على مواقع الجيش الأذربيجاني في الأشهر القليلة الماضية، ومواصلتها زرع الألغام، وقيامها بأعمال تحصينات.
وقالت أذربيجان إن 6 من مواطنيها لقوا حتفهم في انفجار لغمين أرضيين بحادثين منفصلين في قره باغ، واتهمت "جماعات مسلحة أرمينية غير شرعية" بزرعهما.
يُذكر أن أغلبية السكان في قره باغ المعترَف بها دولياً جزءاً من أذربيجان من عرقية الأرمن، وانفصلت عن سيطرة باكو في أوائل التسعينيات، واستعادت أذربيجان مساحات واسعة من الأراضي فيها وحولها في حرب عام 2020.
في 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق جيش أذربيجان عملية لتحرير أراضيه المحتلة في قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، توصَّلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ينص على استعادة باكو السيطرة على مناطقها المحتلة.