أفادت صحيفة الوطن السورية، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023، بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيسافر إلى الصين، فيما ستكون أول زيارة لها منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011.
ويأتي تأكيد صحيفة الوطن السورية بعد أن كشفت وسائل إعلام لبنانية مقربة من حزب الله عن زيارة مرتقبة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى العاصمة الصينية بكين قريباً، أملاً في الحصول على مساعدات مالية لوقف الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد، على حد قولها.
ونقلت الصحيفة عما سمتها "مصادر دبلوماسية شرقية" قولها إن وفداً رفيع المستوى من النظام السوري، من المرجّح أن يزور بكين قريباً، لعقد اجتماعات عالية المستوى مع المسؤولين الصينيين، لتطوير العلاقة الثنائية بين الجانبين، وبحث الدور الصيني في مساعدة الأسد على تجاوز أزمته الاقتصادية.
وبحسب مسؤولين من النظام السوري لم تذكر الصحيفة أسماءهم، فإن الزيارة ستكون "مهمة جداً"، وإن بشار الأسد سيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ في احتفال رسمي.
ويعيش السوريون منذ أكثر من 12 عاماً أزمة اقتصادية خانقة، إذ انهار سعر الليرة السورية مقابل الدولار بعشرات الأضعاف، إذ تحول سعر الدولار الواحد من 50 ليرة سورية في عام 2011، إلى أكثر من 15 ألف ليرة في عام 2023، الأمر الذي ترافق مع ارتفاع الأسعار بشكل فاحش.
فضلاً عن ذلك، فإنّ رواتب الموظفين الحكوميين في البلاد لا تتناسب على الإطلاق مع الأسعار، إذ إنّ راتب الموظف شهرياً لا يتجاوز 15 دولاراً أمريكياً فقط، وهو ما يكفي وجبتي غذاء فقط.
غليان داخلي في سوريا
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، بينما يعاني أكثر من 12 مليوناً منهم من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
ولطالما اعتبرت دمشق العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها منذ اندلاع النزاع عام 2011 سبباً أساسياً للتدهور المستمر لاقتصادها.
وشهدت مناطق موالية للنظام السوري على مدى أسابيع مسيرات مناهضة للحكومة السورية، وانتقدت في البداية تدهور الأوضاع المعيشية، لكنها بعد ذلك اشتملت على دعوات لتنحي الرئيس بشار الأسد.
ويتنامى الاستياء من الأسد، منذ بدأت الاحتجاجات هناك في منتصف أغسطس/آب الماضي، بسبب رفع الدعم عن الوقود، وهي الخطوة الأحدث في سلسلة إجراءات فاقمت الضغوط على المواطنين، الذين يكابدون بالفعل أثر الانهيار الاقتصادي.
وتعتبر مدينة السويداء هي عاصمة محافظة تحمل الاسم نفسه، ويغلب على سكانها الأقلية الدرزية. وظلت المدينة خاضعة لسيطرة الحكومة منذ بدء الحرب الأهلية، وتجنبت بشكل كبير أعمال العنف التي شهدتها مناطق أخرى في البلاد.
ويندر الانتقاد العلني للحكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لكن الوضع الاقتصادي يغذي الاستياء العام الذي بدأ يوجَّه بشكل متزايد للرئيس الأسد.