حثت وزارة الدفاع في أذربيجان، الثلاثاء، 19 سبتمبر/أيلول 2023، المدنيين على مغادرة منطقة قره باغ عبر الممرات الإنسانية التي أقيمت على طريق لاشين نحو أرمينيا وفي اتجاهات أخرى، في وقت ناشدت فيه أرمينيا قوات حفظ السلام الروسية بالتدخل لوقف ما وصفته بـ"العدوان"
جاءت هذه التطورات بعدما أعلنت فيه أنها بدأت "أنشطة محلية لمكافحة الإرهاب" في منطقة ناغورنو قره باغ التي تسكنها عرقية الأرمن؛ وذلك "لكبح استفزازات واسعة النطاق"، وطرد ما قالت إنها قوات أرمينية، على حد قولها.
وحثت وزارة الدفاع الأذربيجانية، المدنيين على الابتعاد عما وصفتها بالأهداف العسكرية المشروعة التي تهاجمها قوات أذربيجانية في إطار عملية "مكافحة الإرهاب" التي تشنها باكو.
وكانت أذربيجان قد طالبت، الإثنين، أرمينيا بسحب قواتها المسلحة على الفور من الأراضي الأذربيجانية وحل الكيان العسكري والإداري، لما يسمى بالنظام التابع لأرمينيا في تلك المناطق.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية تعرض مواقع جيشها باتجاه محافظة آغدام لنيران كثيفة بأسلحة مختلفة من قبل القوات المسلحة الأرمينية الموجودة على الأراضي الأذربيجانية.
سقوط ضحايا بقره باغ
وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية قد أعلنت في وقت سابق الثلاثاء مقتل 6 من مواطنيها في انفجار لغمين أرضيين بحادثين منفصلين في منطقة ناغورنو قره باغ، واتهمت "جماعات مسلحة أرمينية غير شرعية" بزرعهما.
وقالت باكو إن 4 من العاملين بوزارة الداخلية قُتلوا عندما انفجر لغم في شاحنتهم بالقرب من موقع لحفر نفق. وأضافت أن لغماً آخر قتل مدنيَّين اثنين كانا في شاحنة أيضاً.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من السلطات التابعة لعرقية الأرمن في قره باغ، والتي تريد أذربيجان تفكيكها حتى تتمكن من إعادة دمج المنطقة. وقالت أرمينيا أمس الإثنين إن الاتهامات بأن قواتها المسلحة زرعت ألغاماً في الأراضي الأذرية غير صحيحة.
ووقع الحادثان بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة يبدو أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.
غير أن العلاقات لا تزال متوترة بشدة بين البلدين.
أرمينيا تطالب قوات حفظ السلام الروسية بالتدخل
في المقابل طالبت وزارة الخارجية الأرمينية قوات حفظ السلام الروسية في منطقة قره باغ في أذربيجان، الثلاثاء، على التدخل ووقف ما وصفته بـ"العدوان الشامل" من باكو على السكان المحليين.
من جانبها، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو تشعر بالقلق إزاء تصعيد الوضع في قره باغ، وتدعو الأطراف للعودة إلى التسوية الدبلوماسية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام روسية.
زاخاروفا: "نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الحاد للوضع في ناغورنو قره باغ. هناك تقارير تفيد بأن القوات المسلحة الأذربيجانية بدأت، كما تزعم باكو، إجراءات مكافحة الإرهاب في المنطقة وعمليات الرد من قبل التشكيلات المسلحة الأرمينية".
وأضافت: "الجانب الروسي يحث الأطراف المتصارعة على وقف إراقة الدماء ووقف الأعمال العدائية على الفور، والعودة إلى الطريق المؤدي إلى تسوية سياسية ودبلوماسية".
أشارت زاخاروفا إلى أن "جميع خطوات الحل السلمي لمشكلة قره باغ منصوص عليها في مجموعة من البيانات الثلاثية لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، والتي تم اعتمادها في الفترة من 2020 إلى 2022".