اعتقلت السلطات التركية، الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023، رؤساء حركة عنصرية متطرفة تطلق على نفسها "حركة الدفاع"، بتهمة "تحريض الشعب على الكراهية والعدوان"، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
وشملت الاعتقالات المدعو إردل جان يلدز المرشح السابق للبرلمان عن حزب "النصر" الذي يقوده اليميني المتطرف أوميت أوزداغ، كما اعتقلت السلطات 3 آخرين هم رؤوف كوسا، وعمر يتيم أوغلو، وإمره جوشان.
يأتي ذلك بعد تحقيقات فتحها الادعاء العام في العاصمة أنقرة، بحق بيان نشره حساب الحركة عبر منصة "إكس" بدون اسم أو توقيع، يوم الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول الحالي.
وزعم البيان آنذاك، أن "استقلال الشعب ووحدة الوطن في خطر"، وقال إن تركيا "تحت الاحتلال" بسبب الأجانب، كما توعد بالتحرك اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، "إذا ظلت الإدارة الحالية غير مبالية بهذا الاحتلال"، على حد تعبيره.
في حين قال بيان الادعاء العام التركي، آنذاك، إن السلطات بدأت في "التحقيق بتهمة (التحريض على عصيان القانون)، ضد البيان المنشور عبر حساب (حركة الدفاع) دون اسم وتوقيع بتاريخ 13 سبتمبر/أيلول 2023".
أضاف البيان: "أُصدرت التعليمات اللازمة لوحدات إنقاذ القانون المعنية، لتحديد المستخدمين والمنظّمين وجميع القائمين على الحساب المذكور بمواقع التواصل الاجتماعي".
لدى تتبع "عربي بوست" للحساب المذكور والذي يحمل اسم الحركة نفسه "حركة الدفاع"، فإنه لم يعد موجوداً عبر منصة "إكس" اليوم الإثنين.
وكان "عربي بوست" قد رصد بيان الحركة وعدة منشورات "متطرفة"، من بينها منشور دعا إلى التجمع بحديقة "سراج هانة" بإسطنبول، وذلك رداً على تجمّع تنظمه جمعية "أوزغور-در" (ÖZGÜR DER) للوقوف بوجه العنصرية تحت عنوان: "لنتمسك بالأخوة ضد العنصرية"، يوم السبت 16 سبتمبر/أيلول.
ورصدت مقاطع مصورة تجمهر عدد من المعادين للأجانب واللاجئين في حديقة "سراج هانة" محاولين عرقلة التجمع المناهض للعنصرية والذي أقيم بترخيص من السلطات المحلية.
وكان أنصار من حزب النصر المتطرف قد دعوا إلى التجمع في المكان المذكور، مهاجمين وقفة الجمعية ضد العنصرية، كما وصف بعضهم القائمين على الجمعية بأنهم "بلا جنسية".
ودعا حساب "حركة الدفاع" ذاته عبر "إكس"، من سماهم "الوطنيين والقوميين" في مدينة إسطنبول "للكفاح بحديقة سراج هانة.. للرد على العمل الخسيس الذي قام به أشخاص عديمو الجنسية الذين لا دماء لهم والذين يدعمون الاحتلال الديموغرافي والغزو الثقافي لبلدنا"، على حد وصفه.
ويُعرف حزب "النصر" في تركيا بخطابه المعادي للأجانب والمهاجرين والسوريين على وجه الخصوص، ويقوده المتطرف أوميت أوزداغ وهو من أصول مهاجرة من داغستان، ومتهم بالتحريض ضد المهاجرين في تركيا عبر جملة من المنشورات والادعاءات التي تنفيها السلطات.