أعلن جهاز الإسعاف في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أن عمليات البحث عن الناجين وانتشال الجثث في المناطق المنكوبة التي اجتاحتها الفيضانات، "ستستغرق عدة أيام"، وذلك بسبب وجود العديد من المباني المدمرة، في حين يتواصل تدفق المساعدات إلى الأراضي الليبية لإغاثة المتضررين شرقي البلاد.
الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ بحكومة الوحدة الوطنية، أسامة علي، قال في تصريح لوكالة الأناضول، الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023، إن "جهاز الإسعاف والطوارئ انتشل خلال الـ24 ساعة الماضية 40 جثة من مدينة درنة".
أوضح علي أن "عمليات البحث مستمرة في العديد من المدن، والمناطق التي اجتاحتها الفيضانات، ولم يعلن حتى الآن استكمالها بشكل رسمي"، لافتاً إلى أن "عمليات البحث والانتشال بحاجة لفرق وشركات مختصة، لأن هناك العديد من البيوت أصبحت شبه مدفونة نتيجة للتربة التي جرفتها السيول، لذلك عمليات البحث ستستغرق عدة أيام".
كذلك أوضح علي أن "هناك العديد من البلاغات عن وجود جثث في البحر، ولكن حتى الآن لم يتم التأكد من صحتها نظراً لاختلاط مياه البحر بالمخلفات التي جرفتها السيول والفيضانات".
يأتي هذا فيما خلّف "إعصار دانيال"، الذي ضرب الشرق الليبي يوم 10 سبتمبر/أيلول 2023، 11 ألفاً و470 قتيلاً، و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقاً لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساء الجمعة 16 سبتمبر/أيلول الحالي 2023.
كان الإعصار المُدمر قد اجتاح عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفاً دماراً كبيراً، وكانت درنة الأكثر تضرراً.
اقرأ أيضاً
تدفّق المساعدات إلى ليبيا
في سياق متصل، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، مساء الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023، عن وصول أكثر من 43 طائرة إغاثية من 18 دولة لمساعدة المتضررين من الفيضانات، بحسب بيان للفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة"، نشرته منصة "حكومتنا" (حكومية) على صفحتها في "فيسبوك".
البيان قال إن "الجزائر سيّرت نحو 9 رحلات إغاثية تجاه المناطق المنكوبة، كما سيرت إندونيسيا 3 شحنات إغاثية، واستقبلت المناطق المنكوبة 3 رحلات إغاثية روسية، وأكثر من 4 من ألمانيا، فيما سيرت فرنسا نحو 4 رحلات".
أضاف البيان أنه "بهذا وصل إجمالي الدول التي سيرت رحلات إغاثية إلى ليبيا 18، بواقع يزيد عن 43 طائرة إغاثية"، دون ذكر بقية الدول.
لفت البيان أيضاً إلى توقع وصول السفينة عثمان غازي إلى طبرق، والتي كانت قد انطلقت من مدينة إزمير التركية يوم السبت الماضي، وتحمل فرق إغاثة تركية وفريقاً من دولة المجر مجهزاً بأدوات وفرق غطس وكلاب أثر وفرق استطلاع.
كشف بيان الحكومة الليبية أيضاً أنه "من المتوقع أن ترسل اليابان خلال الساعات القادمة بالتنسيق مع الأمم المتحدة معدات ومساعدات إنسانية وإغاثية وآلات تحلية المياه".
يُشار إلى أن مياه الفيضانات جرفت مناطق بأكملها في درنة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 120 ألف نسمة على الأقل، أو غطتها بالوحل، وأفادت وسائل إعلام رسمية أن ما لا يقل عن 891 بناية دُمرت في المدينة، فيما قال رئيس البلدية إن 20 ألف شخص ربما يكونوا قد لقوا حتفهم جراء هذه الكارثة.