أدانت عدة دول عربية اقتحام مجموعة من المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بمناسبة ما يسمى بـ"رأس السنة العبرية"، محذرة في الوقت ذاته، من استمرار هذه الانتهاكات، لأنها تسهم في تأجيج العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وزارة الخارجية السعودية أعربت، الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023، عن إدانة المملكة واستنكارها لاقتحام مجموعة من المتطرفين للمسجد الأقصى، مؤكدة أن هذه الممارسات تُعد تعدياً صارخاً على كل الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازاً لمشاعر المسلمين حول العالم.
وفي بيان للخارجية، حمّلت الوزارة قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات، وشدّدت على مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل الجهود كافة لإنهاء هذا الصراع.
استفزاز لملايين المسلمين
من جهتها، دعت مصر، الإثنين، السلطات الإسرائيلية، إلى "أهمية الوقف الفوري للتصرفات التصعيدية التي تستفز ملايين المسلمين"، مستنكرة "قيام مجموعة من المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية".
وفي بيان لوزارة الخارجية المصرية، أعربت مصر عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام مجموعة من المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية".
ودعت مصر "السلطات الإسرائيلية إلى أهمية الوقف الفوري لمثل هذه التصرفات التصعيدية التي تستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وتُسهِم في تأجيج العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
كما شددت على أن "الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً، بالمخالفة لقواعد القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية، لن تنال من الوضعية التاريخية والقانونية له باعتباره وقفاً إسلامياً خالصاً".
إضافة إلى ذلك، نوّهت مصر في بيان الخارجية إلى أن "مثل تلك التصرفات الاستفزازية تقوّض من مقومات التسوية التي تستند إليها الجهود الإقليمية والدولية الساعية لإعادة إحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين".
وعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/نيسان 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان وإطلاق أسرى قدامى، بجانب تنصّلها من مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
تحذيرات من استمرار الانتهاكات
في السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، اقتحام مستوطنين إسرائيليين للمسجد الأقصى تحت حماية الشرطة، محذراً من استمرار هذه الانتهاكات.
وطالبت الوزارة إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بـ"الكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته".
وحذرت من "استمرار هذه الانتهاكات"، داعية إلى ضرورة "احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى".
ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.
وفي مارس/آذار 2013، وقّع العاهل الأردني عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.
وصباح الأحد، اقتحم 303 مستوطنين المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، بمناسبة ما يسمى بـ"رأس السنة العبرية"، بعد قيام الشرطة الإسرائيلية بإفراغه من المصلين، وفق ما أعلنته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان.
وبدأت فترة الأعياد اليهودية، مساء الجمعة، بحلول عيد "رأس السنة العبرية" فيما تتواصل حتى 8 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.