تعتزم السلطات الهندية افتتاح معبد هندوسي جديد في موقع مسجد قديم، وذلك تنفيذاً لوعد انتخابي أعلن عنه رئيس الوزراء ناريندرا مودي منذ عشر سنوات، والذي يواجه انتقادات واسعة بسبب صمته على قمع المسلمين في البلاد من قبل الهندوس، وذلك في خطوة من شأنها أن تحقق مكاسب انتخابية لحزب مودي المتطرف.
شبكة CNN الأمريكية، قالت السبت 16 سبتمبر/أيلول 2023، إن افتتاح مودي للمعبد الهندوسي سيكون في يناير/كانون الثاني المقبل، أي قبل أشهر من الانتخابات الوطنية التي ستشهدها البلاد.
نُشرت تفاصيل معبد رام جانمابهومي ماندير، يوم الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023، وتُوضح هيكله الفخم الذي يُبنى مكان مسجد بابري، الذي دمرته مجموعة هندوسية يمينية عام 1992.
يقع المعبد في مدينة أيوديا المقدسة في ولاية أتر برديش ذات الأهمية الانتخابية، وقال رئيس لجنة بناء المعبد، نريبندرا ميسرا، إنه سيتم تزيين المعبد من الداخل بسبائك ذهبية وأعمال فنية تحتفي بتنوع الهند.
كان المسلمون في الهند قد طالبوا بالأرض التي بُني عليها المعبد، لأن المسجد بني عليها عام 1528، لكن الكثير من الهندوس يعتقدون أن مسجد بابري بني على أنقاض معبد هندوسي، يُزعم أن بابر، أول إمبراطور مغولي في جنوب آسيا، دمره.
تُشير شبكة CNN إلى أنه من المتوقع أن يعزز افتتاح المعبد مكانة حزب مودي في الفترة التي تسبق الانتخابات، لأنه يكون قد أوفى بوعده الذي قطعه على نفسه لمؤيديه قبل ما يقرب من عقد من الزمن، لكن ميسرا زعم بأن موعد افتتاحه "ليس له أي علاقة" بالانتخابات الوطنية المقبلة.
أضاف ميسرا: "سنفتتحه في شهر يناير/كانون الثاني، لأن الشمس تكون في الجنوب"، وهذا هو الوقت المبارك لفتح المعبد، بحسب تعبيره.
لفت ميسرا إلى أنه من المتوقع أن يزور حوالي 100 ألف هندوسي المعبد كل يوم، ما يعني أنه قد يُسمح للفرد بالدخول إليه لمدة 20 ثانية فقط، بسبب الإقبال الهائل، مضيفاً أن تكلفة بناء المعبد تصل إلى نحو 15 مليار روبية (180 مليون دولار).
تعد أيوديا، وهي مدينة قديمة يبلغ عدد سكانها حوالي 76 ألف نسمة في ولاية أتر برديش، مزاراً مهماً للحج الهندوسي وتستقبل ملايين الزوار كل عام.
خضعت أيوديا مؤخراً لتجديدات كبيرة في البنية التحتية، شملت بناء مطار دولي جديد، من المقرر افتتاحه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ورُممت بعض المواقع التاريخية والدينية في المدينة أيضاً، وفقاً لتقارير إعلامية محلية، ويتوقع تجديد الطرق والسكك الحديدية.
من جانبهم، يقول محللون إن رئيس وزراء ولاية أتر برديش، المنتمي لحزب بهاراتيا جاناتا، الراهب الهندوسي المتشدد يوغي أديتياناث، يعتمد على استراتيجية تمزج بين الإصلاح الاقتصادي والاستقطاب الديني لجذب الأصوات.
في الوقت نفسه، نفذ سياسات يقول منتقدوه إنها تحابي الهندوس وتميز ضد الأقليات، وخاصة المسلمين.
ويشن حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الذي يتزعمه مودي حملات منذ عقود لبناء معبد في هذا الموقع، الذي يؤمن الهندوس بأنه المكان الذي ولد فيه الإله راما، أحد أكثر الآلهة تبجيلاً في الهندوسية.
يُذكر أنه منذ وصول مودي إلى السلطة، شنّت جماعاتٌ هندوسية يمينية هجمات على أقليات بدعوى أنها تحاول منع التحول الديني، وأقرت ذلك عدة ولايات هندية، وتعمل أخرى على دراسة قوانين مناهضة لحق حرية الاعتقاد الذي يحميه الدستور.