توالت ردود الفعل من القوى السياسية في السودان الرافضة لأي خطوة تهدد وحدة البلاد، بعد تلويح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتكوين سلطة موازية عاصمتها الخرطوم، في حال إقدام رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على تكوين حكومة في مدينة بورتسودان شرق البلاد، وفق ما يتردد على نطاق واسع منذ خروجه من مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
إذ عبر تحالف قوى الحرية والتغيير بالسودان عن قلقه البالغ لتلويح كلٍّ من طرفي الحرب، الجيش وقوات الدعم السريع، بتكوين حكومة في مواقع سيطرته، وعدّه أمراً خطيراً سيؤدي إلى تقسيم السودان.
تفتيت وحدة السودان
في بيان نشره على موقعه في فيسبوك، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023، أكد التحالف رفضه التام لهذا التوجه، لما يترتب عليه من تفتيت لوحدة السودان، وتوسيع لدائرة الحرب وتحويلها إلى حرب أهلية شاملة، مشدداً على أنه "منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لا توجد شرعية لأي جهة في السودان لتكوين أي حكومة".
كما أعلن تحالف قوى الحرية أنه بصدد إجراء اتصالات مباشرة وفورية مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لحثهما على تجنب أي خطوات حالية أو مستقبلية تفضي إلى تمزيق البلاد، وستعمل على تشجيعهما على التفاوض من أجل وقف الحرب ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي.
وبحسب البيان، فإن "قوى التغيير" ستكثف تواصلها مع القوى السياسية والمدنية لبناء أوسع جبهة مناهضة للحرب، وللمحافظة على وحدة البلاد، وفي الوقت نفسه تخاطب الأطراف الإقليمية والدولية للعب دور إيجابي يسرع من إنهاء الحرب.
تطور خطير
من جهته، قال حزب الأمة القومي السواني إن التصريحات الخطيرة التي رد بها قائد الدعم السريع على أصوات الجماعات الداعمة للفريق البرهان، لتشكيل حكومة تصريف أعمال في مدينة بورتسودان، يعد تطوراً خطيراً في مسار الحرب.
وفي بيان له على صفحته بموقع فيسبوك، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023، حذر الحزب من تشكيل حكومة تصريف أعمال في بورتسودان، مؤكداً رفضه هذه الخطوة التي ستؤدي إلى انقسام البلاد وانزلاقها نحو الحرب الأهلية، مع استمرار الاستقطاب الحاد على أسس جهوية وقبلية، واستشراء خطاب الكراهية الذي تحفزه جهات تنتسب إلى الطرفين.
كما أضاف الحزب أن الحديث الذي أدلى به "حميدتي" يمضي باتجاه رد الفعل بتكوين حكومة أخرى، ما يفاقم سوء الأوضاع، مستنكراً هذا التصعيد من طرفي القتال.
الدعوة للمفاوضات
في السياق ذاته، طالب حزب الأمة قادة القوات المسلحة السودانية و"الدعم السريع" بالتحلي بالمسؤولية الوطنية، واتخاذ خطوات شجاعة بالجلوس العاجل إلى طاولة المفاوضات عبر منبر جدة، بوساطة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الحرب والتوصل إلى حل سلمي.
إضافة إلى ذلك، ناشد البيان المجتمع الدولي مواصلة الضغط من أجل وقف محاولات تقسيم البلاد.
ولوح قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي مساء الخميس، بأنه حال تكوين حكومة من قبل الجيش في شرق السودان، سيشرع فوراً بتشكيل سلطة في المناطق التي يسيطر عليها تكون عاصمتها الخرطوم.
جولات البرهان
وخلال الأسابيع الماضية، قام البرهان بجولات خارجية هي الأولى منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، منتصف أبريل/نيسان الماضي، حيث شملت مصر، وجنوب السودان، وقطر، وإريتريا، وتركيا.
كما سيتوجه البرهان إلى أوغندا، السبت 16 سبتمبر/أيلول 2023، يجري خلال الزيارة (غير محددة المدة)، مباحثات مع رئيس جمهورية أوغندا يوري موسفيني، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
ويتبادل الجيش و"الدعم السريع" الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب خروقات خلال اشتباكات لم تفلح عدة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.