أظهر مقطع فيديو جثامين ضحايا جرفتها الأمواج إلى الشاطئ في مدينة درنة شرق ليبيا، بعدما اجتاحها فيضان مُدمر تسبب في مقتل آلاف الأشخاص، وألحق أضراراً كبيرةً في البنية التحتية، واضطر عشرات الآلاف إلى النزوح من منازلهم، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين وسط تضاؤل الآمال.
الفيديو الذي نشرته قناة "الجزيرة"، السبت، 16 سبتمبر/أيلول 2023، أظهر عدداً من جثامين الضحايا وقد وصلت إلى شاطئ المدينة المنكوبة، بعدما دفعتها الكميات الضخمة من المياه إلى داخل البحر.
كانت المدينة الساحلية قد ضربها إعصار دانيال يوم 10 سبتمبر/أيلول 2023، كما اجتاح مناطق عدة في شرق ليبيا، أبرزها بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وقال الهلال الأحمر الليبي، إن حصيلة قتلى الفيضانات في مدينة درنة شرقي ليبيا ارتفعت إلى 11300 قتيل، في وقت يبحث فيه الناجون عن ذويهم الذين جرفتهم الفيضانات.
تسبب الإعصار في انهيار سدود المدينة، ما أدى إلى اجتياح المياه لها، فضلاً عن تسببه بتقسيم درنة إلى نصفين، وبات الجزء الشرقي منها، بجانب الخسائر البشرية والمادية، أكثر تضرراً لتعذر وصول فرق البحث والمساعدة إثر انهيار الطرق السالكة.
لا يزال النصف الشرقي للمدينة يعاني ظروفاً صعبة جراء تعسر وصول المساعدات الإنسانية لإغاثة ناجين ظلوا أياماً بلا غذاء أو مأوى.
الهلال الأحمر الليبي من المنظمات العاملة على إغاثة الناجين في درنة، أكد في بيان الجمعة، 15 سبتمبر/أيلول 2023، تعذر الوصول إلى الجزء الشرقي من المدينة.
وقال أحد الناجين في الجزء الشرقي من درنة، إن من علقوا هناك "قاربوا على الموت من الجوع"، كذلك وفي رسالة هاتفية نقلها، أمس الجمعة، أحد النشطاء المدنيين الليبيين عبر صفحته بفيسبوك، عن أحد الناجين العالقين شرقي درنة، تبدو الأوضاع الإنسانية في تلك المنطقة غاية في السوء.
وفق الرسالة، قال الناجي من شرق درنة: "اسمي صهيب الفرجاني، أنا موجود في درنة الساحل الشرقي، في مصرف الوحدة الجهة الشرقية، معي أشخاص آخرون، لم نستطع الخروج ونطلب النجدة من الهلال الأحمر، والناس هنا حالتهم خطيرة".
منذ نكبة درنة بالفيضانات غير المسبوقة في تاريخ ليبيا، تعمل عشرات فرق الإنقاذ المحلية والدولية، بينها تركيا والإمارات ومصر والجزائر وتونس ودول أخرى، على مسابقة الزمن وانتشال الجثث والبحث عن ناجين وسط ركام المنازل التي دمرها الإعصار.