أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود والسواحل "فرونتكس"، ارتفاع عدد اللاجئين والمهاجرين بشكل غير شرعي عبر عبورهم الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 إلى نحو 232 ألفاً و350 شخصاً، بزيادة قُدرت بحوالي 18%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب الوكالة الأوروبية، يعتبر طريق العبور عبر وسط البحر الأبيض المتوسط من شمال أفريقيا الأكثر نشاطاً، إذ وصل عدد العابرين 114 ألفاً و300 شخص، وهذا أعلى رقم شهده هذا الطريق من 2016.
وفقاً للحسابات الأولية التي نشرتها الوكالة الأوروبية، في 14 سبتمبر/أيلول 2023، فإن عدد العابرين لعام 2023 وصلت لنحو ضعف العدد في الفترة ذاتها من عام 2022، كما عبر في شهر أغسطس/آب 2023 فقط نحو 25 ألف شخص.
وتشكل كل من تونس وليبيا نقطتي انطلاق لآلاف المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا، إلا أن معظم المهاجرين من دول كوت ديفوار ومصر وغينيا، بحسب الوكالة.
عدد المفقودين
كما أكدت "فرونتكس" في تقريرها أن طريق الهجرة عبر البحر خطير للغاية، إذ فقد أكثر من 2325 شخصاً حياتهم هذا العام خلال عبورهم البحر الأبيض المتوسط، معتمدة على بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وأشارت الوكالة الأوروبية إلى أن عمليات الهجرة عبر طريق البحر الأبيض المتوسط قد يزداد ضغطها في الأشهر المقبلة، وذلك لقيام المهربين بخفض الأسعار للمهاجرين من ليبيا وتونس.
أما من غرب البلقان، فأكد تقرير "الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل" وصول أكثر من 70 ألف مهاجر، بانخفاض بنسبة 19% عن الأشهر الثمانية الأولى من 2022، ومعظم المهاجرين كانوا من سوريا وأفغانستان وتركيا.
غرب المتوسط
كما شهدت منطقة غرب البحر المتوسط ارتفاعاً بنسبة 14% عن الفترة ذاتها من عام 2022، حيث وصل نحو 9447 مهاجراً، معظمهم من سوريا والمغرب والجزائر.
وتواجه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، تدفقاً للمهاجرين في الأيام الأخيرة، إذ استقبلت 6800 مهاجر خلال أقل من 24 ساعة، ما يعادل أكثر من عدد سكان الجزيرة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
من جانبها، أشارت الحكومة الإيطالية، الخميس، إلى أن نحو 126 ألف مهاجر وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية العام، مقارنة بـ66 ألفاً خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي يوليو، وقع الاتحاد الأوروبي بحضور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مذكرة تفاهم لإرساء "شراكة استراتيجية شاملة" مع تونس بهدف تقليص عدد المهاجرين الوافدين من هذا البلد، وتوفير مساعدات تبلغ مئات الملايين من اليورو.
لكنّ الاتفاق أثار انتقادات بسبب طريقة تعامل السلطات التونسية في الآونة الأخيرة مع المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
نصف مليون طلب لجوء
وفي 5 سبتمبر/أيلول، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم نحو نصف مليون طلب لجوء في النصف الأول من العام الحالي، مع الحديث عن احتمالية وصول الرقم إلى مليون طلب لجوء حتى نهاية 2023، بحسب بيان لـ"وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي" (EUAA)
وتصدر السوريون قائمة الجنسيات الأكبر عدداً في الطلبات المقدمة بدول الاتحاد، إذ بلغت نحو 67 ألف طلب، وتمت معالجة 62% من الطلبات المقدمة في النصف الأول للعام.
وفي تقرير الوكالة الأوروبية السنوي لعام 2022، احتل السوريون أيضاً المرتبة الأولى في طلبات اللجوء بعدد 138 ألف شخص.