حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2023، من خطر الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في مدينة درنة الليبية بعد الفيضانات التي اجتاحتها الأحد الماضي، مشيرة إلى "صدمة عاطفية هائلة" يواجهها الأهالي، فيما حذر مسؤول بوزارة الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، من مخاطر تحلل الجثث على البيئة.
وقال يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ليبيا: "كانت هذه الكارثة عنيفة ووحشية، حيث دمرت موجة بارتفاع 7 أمتار المباني وجرفت البنية التحتية إلى البحر، والآن فُقدت أسر بحالها، ولفظت الأمواج الجثث نحو الشاطئ، الآن، تواجه المدينة صدمة عاطفية هائلة".
كما أضاف: "يتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه العمل الإنساني، في الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تضررت الطرق بشكل خطير أو دمّرت".
ذخائر غير منفجرة
إضافة إلى ذلك، لفت فريديز إلى أن "اللجنة الدولية تقيّم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، ما يشكل تحدياً إضافياً للسكان"، موضحاً أن "فرق الطوارئ والسلطات تعمل الآن على تخفيف الصعوبات".
وتابع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ليبيا: "من المشجع رؤية السكان والسلطات يتحدون لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة، لكن الطريق طويل الآن، سيستغرق الأمر عدة أشهر، وربما سنوات، حتى يتعافى السكان من هذه الأضرار الهائلة".
والأحد الماضي، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفاً أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، الأربعاء، فيما أعلن الهلال الأحمر الليبي، الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023، أن حصيلة قتلى الفيضانات في مدينة درنة شرقي ليبيا ارتفعت إلى 11300 قتيل.
تحذيرات من تحلل الجثث
في غضون ذلك، حذر مسؤول بوزارة الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، من كارثة بيئية شرقي البلاد جراء تحلل الجثث تحت الأنقاض وما ينجم عنها من مخاطر كبيرة على البيئة بعد انحسار مياه الفيضانات.
إذ قال مدير مركز البيضاء الطبي عبد الرحيم مازق، في بيان مصور، إن "المنطقة مقبلة على كارثة بيئية نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تحلل الجثث في المياه والمناطق التي لم تستطِع فرق الإنقاذ الوصول إليها".
وطالب بـ"ضرورة البدء في حملة تطعيمات عاجلة لكل فرق الإنقاذ والسكان بالمنطقة المنكوبة شرق ليبيا خاصة الأطفال والنساء"، محذراً من "كارثة بيئية أشد وطأة مما حدث في المناطق الشرقية جراء الإعصار الذي ضربها".
وتتمثل تلك المخاطر، وفق مازق، "بالأمراض المنقولة عند تحلل الجثث، والأمراض المنقولة نتيجة تلوث المياه الراكدة".
كما طالب "الحكومات والمنظمات الدولية المتخصصة بتوفير التطعيمات المطلوبة وتنفيذ هذه التوصيات وأخذها على محمل الجد"، معتبراً أن الوضع "أصبح خطيراً ولا يحتمل التأجيل".
بدوره، أصدر نائب رئيس مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية، وزير الصحة المكلف رمضان أبو جناح، تعليماته "العاجلة لمدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض بتشكيل فرق رصد والتبليغ عن أي اشتباه بأي مرض"، وفق بيان الوزارة عبر حسابها الرسمي على فيسبوك.
وشهدت ليبيا عدة حروب بينها التي وقعت عام 2011 بين قوات العقيد الراحل معمر القذافي الحاكم السابق للبلاد ومعارضيه، بينما شهدت مدينتا بنغازي ودرنة (شرق) في 2014 و2018 معارك بين قوات الشرق التي يقودها خليفة حفتر وكتائب ثورية.
وعام 2016، وقعت حرب في سرت (وسط) بين "داعش" وقوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، بينما شهدت طرابلس حرباً بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق في 2019، خلفت جميعها ذخائر غير منفجرة وألغاماً.