أثار زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق، مقتدى الصدر، جدلاً كبيراً على مواقع التواصل، وغضباً بين كثير من المتابعين، بعد تعليقه على "إعصار دانيال" الذي ضرب ليبيا، وخلّف آلاف القتلى والمفقودين، ودماراً مخيفاً، في عدة مدن ساحلية، مما كان لمدينة درنة في الشرق حصة الأسد من الدمار.
جاء ذلك بعد أن نشر الصدر على صفحته بمنصة إكس، مساء الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، بياناً قال فيه: "أما ليبيا، فذنبها غير مغفور في عدم الكشف عن مصير سيد المقاومة العربية اللبنانية السيد المغيب موسى الصدر.. كل تلك الأمور يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار… ومع ذلك فإننا نسأل الله السلامة للمؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها حتى في ليبيا".
واعتبر الصدر الكوارث "عقوبات دنيوية بمثابة تنبيه لهم مع انتشار الغفلة والتبعية لأفكار الغرب وانتشار الفاحشة والفساد".
هذه الكلمات أثارت جدلاً كبيراً وغضباً ضد زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق مقتدى الصدر، حيث قال الكاتب العراقي سفيان السامرائي: "مقتدى الصدر في هرطقات أخرى حول ضحايا ليبيا الشقيقة.. مقتدى أصبح يتخبط يومياً؛ مرة بشن حملة مبطنة ضد المغرب يتهمه بالفساد والشذوذ، ومرة ضد ليبيا؛ ساهمت بقتل موسى الصدر، كأنه المندوب عن الله ويوزع صكوك العقاب على البشرية".
وغرد الكاتب علي الطائي، متحدثاً عن مقتدى الصدر: "لسنين طويلة ادعى هذا وأمثاله المظلومية، وعندما تمكنوا نحروا سُنة العراق وسوريا، والآن يشمتون بمآسي الشعوب الأخرى".
وكتب المحلل شاهو القرة داغي: "ما علاقة الضحايا وآلاف المتضررين من الإعصار بحادثة وقعت قبل أكثر من أربعين عاماً وليس لهم أي دخل فيها؟!".
وتفاعل الناشط ريموند حكيم: "مقتدى الصدر يضرب من جديد: سبب فيضانات ليبيا هو تغييب الإمام موسى الصدر.. مراهق يجرح ملايين القلوب المجروحة، ويمس مشاعر آلاف الناس المنكوبة".
ورغم مرور 44 عاماً على اختفاء رجل الدين الشيعي اللبناني موسى الصدر، لم يتمّ التوصل إلى نتيجة قطعية حول مصيره، ومع ذلك فإن جمهوره ما زال ينتظره، علماً بأنه كان في الخمسين من عمره يوم اختفائه.
كان آخر ظهور لموسى الصدر في ليبيا التي زارها صيف 1978 لعقد اجتماع مع زعيمها الراحل معمر القذافي، فيما يتهم الشيعة ليبيا بالمسؤولية عن اختفاء الصدر ورفيقيه.
والأربعاء، قالت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان إن "الجيش أخلى مدينة درنة من جميع سكانها والصحفيين؛ لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ".
جاء ذلك وفق ما صرح به الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، طارق الخراز.
وقال الخراز إن "الجيش أخلى درنة من السكان والصحفيين؛ لإفساح المجال لفرق الإنقاذ المحلية والدولية للعمل وانتشال ضحايا إعصار (دانيال)".
والأحد، اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، إضافة إلى سوسة ودرنة، حيث تسبب بمقتل أكثر 6000 شخص بخلاف آلاف المفقودين أغلبهم في درنة، في حصيلة غير نهائية.
وفي وقت سابق، قال وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية سعد الدين عبد الوكيل، إن عدد قتلى الفيضانات في مدن شرق ليبيا تجاوز 6 آلاف، والمفقودون بالآلاف"، دون ذكر عددهم.
وأضاف عبد الوكيل أن "حصيلة الوفيات تعتبر أولية، وهذه إحصائية لكل المناطق المتضررة جراء الفيضانات، ومدينة درنة سجلت العدد الأكبر"، مرجحاً ارتفاع الحصيلة في الساعات القادمة.