تتواصل عمليات الإنقاذ في مدينة مراكش المغربية، الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، بعد 4 أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب غربي المملكة المغربية، لكن فرص العثور على ناجين تتضاءل وسط ارتفاع حصيلة القتلى إلى 2862، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ولم تقدم السلطات المغربية تقديرات عن أعداد المفقودين بعد، إلى ذلك، أفاد مصدران لوكالة رويترز بأن الرباط تريد عقد اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقررة في مراكش في موعدها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
مغاربة يبيتون في العراء
وخيم قرويون في أجزاء من المغرب دمرها أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن في العراء لليلة الرابعة، فيما ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 2800 شخص، في وقت انضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن الناجين.
وذكر التلفزيون المغربي في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 2862، بينما بلغ عدد المصابين 2562. ونظراً لأن معظم المناطق التي تضررت من الزلزال يصعب الوصول إليها، لم تصدر السلطات أية تقديرات لعدد المفقودين.
وفي قرية تينمل، دمرت كل المنازل تقريباً وأصبح قاطنوها جميعاً بلا مأوى، وتفوح رائحة الموت المنبعثة من عشرات الحيوانات المدفونة تحت الأنقاض في أجزاء من القرية.
وقال محمد الحسن (59 عاماً) إنه كان يتناول العشاء مع أسرته عندما وقع الزلزال. وفر ابنه البالغ من العمر 31 عاماً إلى الخارج وأصيب عندما انهار سقف منزل جيرانهم، ما جعله محاصراً تحت الأنقاض.
وقال الحسن إنه بحث عن ابنه وهو يبكي طلباً للمساعدة، لكن في نهاية المطاف توقفت الصرخات، وعندما وصل إلى ابنه كان قد مات. وبقي الحسن وزوجته وابنته داخل منزلهم ونجوا، وقال الحسن: "لو بقي داخل المنزل لكان بخير".
وقال سكان في تينمل وقرى أخرى إنهم أخرجوا أناساً من تحت الأنقاض بأيديهم.
وفي قرية تيكخت التي تبقت فيها مبانٍ قليلة قائمة، وصف محمد أوشن (66 عاماً) كيفية انتشال السكان 25 شخصاً على قيد الحياة من تحت الأنقاض في أعقاب الزلزال، وكانت أخته واحدة ممن أُنقذوا، فيما قال أوشن: "كنا منشغلين بالإنقاذ، ولعدم وجود أدوات، استخدمنا أيادينا". وأضاف: "كان رأسها واضحاً، وواصلنا الحفر بأيدينا".
دمار شامل سببه الزلزال
وأظهر مقطع فيديو من قرية "إيمي إن تالا" النائية رجالاً وكلاباً يتسلقون منطقة حادة الانحدار ملأتها الأنقاض. والمقطع من تصوير أنطونيو نوجاليس منسق عمليات منظمة "رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود".
وقال نوجاليس وهو لا يتمكن من إيجاد الكلمة المناسبة لوصف ما يراه: "مستوى الدمار… شامل… لم يبق منزل واحد قائماً". وقال إنه على الرغم من نطاق الأضرار، لا تزال فرق الإنقاذ التي تبحث بالكلاب تأمل العثور على ناجين.
وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً من جنوب غرب مراكش، حيث تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
ونجت أجزاء أكثر حداثة من مراكش إلى حد كبير، بما في ذلك موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، المقرر عقدها الشهر المقبل.
وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يشارك ما يزيد على 10 آلاف شخص في الاجتماعات التي ترغب الحكومة المغربية في المضي قدماً فيها.
جهود الإغاثة تتواصل
بعد جهود الإغاثة الأولية، التي وصفها بعض الناجين بأنها بطيئة للغاية، ظهرت مخيمات في بعض المواقع، بحلول ليل الإثنين، إذ قضى أناس الليلة الرابعة في العراء، وقال الجيش في المغرب إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ، ويوفر مياه الشرب، ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.
وأُغلق طريق رئيسي يربط جبال أطلس بمراكش، مساء الإثنين، في ظل كثافة أعداد المركبات والأشخاص المحملين بمؤن الإغاثة والمتوجهين نحو بعض التجمعات السكانية الأكثر تضرراً في المناطق النائية من الجبال.
فيما ساعد متطوعون ومدنيون مغاربة، بمعاونة من بعض الأجانب، في توجيه المرور وإزالة الحطام الصخري من الطريق.
وقَبِل المغرب عروضاً للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات وقطر. وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة ربما تقبل عروضاً بالمساعدة من دول أخرى في وقت لاحق.