أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمشروع لإنشاء سكك حديدية وموانئ تربط الشرق الأوسط وجنوب آسيا بأوروبا، قائلاً إن "إسرائيل في قلب مشروع دولي غير مسبوق"، معتبراً أن هذا الارتباط "سيغير وجه الشرق الأوسط"، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن عمل بلاده مع الإمارات والسعودية والعراق بشأن ممر للسكك الحديدية والموانئ.
جاءت تصريحات نتنياهو التي أوردها موقع "I24 News" الإسرائيلي، السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023، بعدما كشف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن ممر اقتصادي يضم استثمارات في السفن والسكك الحديدية، ويربط الهند بأوروبا عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل.
وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، عن توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممرٍ اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
بن سلمان قال في بيان نشرته صفحته على موقع "إكس"، إنه "تتويجاً لما تم العمل عليه خلال الفترة الماضية، أعلنت السعودية، والولايات المتحدة، والهند، والإمارات، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والاتحاد الأوروبي، توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممر اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا".
نتنياهو اعتبر أن المشروع الجديد "سيقود نحو حقبة جديدة من التكامل والتعاون الإقليمي والعالمي الفريد وغير المسبوق"، وقال: "أود أن أشكر الرئيس الأمريكي على الجهد الكبير الذي أوصلنا إلى إعلان اليوم التاريخي، فقبل بضعة أشهر، اتصلت بنا الولايات المتحدة بشأن اغتنام هذه الفرصة التاريخية، ومنذ ذلك الحين أجريت اتصالات دبلوماسية نشطة لتحقيق الإنجاز الذي تحقق اليوم".
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بإعلان بايدن عن المشروع، وقال: "أرحب بمقترح بايدن الذي سيربط الهند عبر الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط".
أضاف أن "وزارة الخارجية تواصل العمل على تعزيز الربط بين دول الاتفاقيات الإبراهيمية (اتفاقيات التطبيع) وإسرائيل والذي سيتم اختصاره بشكل غير مسبوق، فإنّ زمن نقل البضائع عبر دول الخليج إلى إسرائيل ومن هناك إلى أوروبا سيقلل بشكل كبير من تكاليف النقل".
بدورها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين، أنّ المشروع "أكبر بكثير من مجرد سكك حديدية أو كابلات"، مشيرة إلى "جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات".
في السياق ذاته، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك ساليفان، إن المشروع يجب أيضاً أن "يعزّز التكامل في الشرق الأوسط"، وضمن ذلك بين "شركاء غير محتملين"، مشيراً في الوقت ذاته إلى إسرائيل والأردن من بين الدول المعنية.
تُشير وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن بايدن، الحريص على ترك بصمته الدبلوماسية في المنطقة، يحاول إقناع السعودية وإسرائيل بتطبيع العلاقات بينهما، غير أن ساليفان أوضح أن الاتفاق على مشروع البنية التحتية الرئيسي، والذي لا يزال جدوله الزمني غير واضح، "ليس إشارة تمهيدية للتطبيع على وجه التحديد".
يأتي هذا فيما قال الرئيس التركي أردوغان، الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، إن بلاده ستعمل مع كل من الإمارات والسعودية والعراق بشأن ممر للسكك الحديدية والموانئ في المنطقة.
أضاف أردوغان خلال إفادة صحفية في ختام قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، أنه يأمل أن يعمل مشروع ممر الموانئ والسكك الحديدية بالتنسيق مع مبادرة الحزام والطريق الصينية.
كانت الصين قد أعلنت عن مبادرة "الحزام والطريق" في العام 2013، وتهدف المبادرة إلى تحسين الترابط والتعاون بين دول عدة عبر طريق يمتد عبر القارات، من خلال إقامة شبكات لسكك حديدية وطرق وخطوط أنابيب وموانئ، من شأنها ربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كان أردوغان قد أعلن في مارس/آذار 2023، عن بدء العمل على مشروع "طريق التنمية" الممتد من البصرة في العراق إلى تركيا، والذي وصفه بأنه "طريق حرير جديد"، وقال إن ملايين الأشخاص في مناطق واسعة من أوروبا إلى الخليج سيستفيدون من القيمة المضافة التي ستظهر مع إنشاء هذا الطريق.
في الوقت ذاته، أكد الرئيس التركي أن "هذا المشروع سيعزِّز التعاون الإقليمي ويطور تجارتنا ويقوي علاقاتنا الإنسانية".
