نددت روسيا، الأربعاء 6 سبتمبر 2023، بخطة أمريكية لتزويد أوكرانيا ولأول مرة بأسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضب، من أجل دبابات أبرامز، ووصفتها بأنها "دليل على اللاإنسانية"، كما أكدت أن واشنطن تريد التخلص من أجيال بأكملها.
السفارة الروسية في واشنطن قالت عبر تطبيق تليغرام إن "قرار الإدارة بتزويد الأسلحة باليورانيوم المنضب هو دليل على اللاإنسانية".
وتابعت السفارة "من الواضح أن واشنطن، ومن أجل فكرتها المتمثلة في إلحاق "هزيمة استراتيجية"، مستعدة للقتال ليس فقط حتى آخر أوكراني، وإنما أيضاً للتخلص من أجيال بأكملها".
كما أكد بيان السفارة الروسية على أن "واشنطن بتزويد نظام كييف بهذه الذخيرة تحاول خداع نفسها، وترفض قبول فشل الهجوم الأوكراني المضاد".
وأضاف البيان: "لن يتغير مسار العملية العسكرية الخاصة بسبب ذلك، وسيواصل الجيش الروسي بشكل منهجي طحن الأسلحة الغربية المقدمة لنظام زيلينسكي. الإدارة الأمريكية بهذا التصرف تكشف عن وجهها الحقيقي، وتؤكد أنها غير مبالية على الإطلاق بحاضر ومستقبل أوكرانيا وجيرانها الأوروبيين".
كما ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن حديث الولايات المتحدة عن أن ذخائر اليورانيوم المنضب لا تشكل تهديداً إشعاعياً، هو إما "كذب أو غباء"، على حد قولها.
وفي وقت سابق، قال الكرملين إن الدعم الأمريكي لكييف لن يغير نتيجة العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وفق ما تسميها موسكو.
الرئاسة الروسية أضافت أن واشنطن تدفع بأوكرانيا إلى حرب حتى آخر أوكراني، من خلال مدها بكل الوسائل الممكنة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول، عن حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا، تصل قيمتها إلى 175 مليون دولار، وتشمل ذخائر اليورانيوم المنضب.
إذ قال البنتاغون إن المساعدة العسكرية ستشمل أيضاً أنظمة مضادة للدروع، وأنظمة ملاحة جوية تكتيكية، وذخيرة إضافية لأنظمة "هيمارس" الصاروخية.
يتزامن هذا الإعلان مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لكييف، لإبداء الدعم لها، مع دخول الهجوم المضاد الذي تشنه على القوات الروسية شهره الرابع دون أن يحقق سوى مكاسب محدودة.
مساعدات جديدة بمليار دولار
أعلن بلينكن خلال الزيارة عن مساعدات جديدة لأوكرانيا، تتجاوز قيمتها الإجمالية مليار دولار، تتضمن مساعدة أمنية عسكرية ومدنية بأكثر من 665 مليون دولار، ودعماً بملايين الدولارات للدفاعات الجوية الأوكرانية ومجالات أخرى.
كانت وكالة رويترز قد أفادت مطلع الشهر الجاري، بأن إدارة جو بايدن سترسل إلى أوكرانيا ولأول مرة ذخائر خارقة للدروع، تحتوي على اليورانيوم المنضب، وذلك وفقاً لوثيقة اطلعت عليها الوكالة، وأكد محتواها مسؤولان أمريكيان بشكل منفصل.
بإمكان القذائف من هذا النوع المساعدة في تدمير الدبابات الروسية، وهي جزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف، من المقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل.
بحسب الوكالة، يمكن إطلاق الذخائر من دبابات أبرامز الأمريكية، التي قال مصدر مطلع إن من المتوقع تسليمها لأوكرانيا خلال أسابيع.
ذخائر مثيرة للجدل
وتساعد كثافة اليورانيوم- حوالي 1.7 مرة من كثافة الرصاص- هذه الذخيرة على اختراق المدرعات الثقيلة.
لكن اليورانيوم المنضب مثير للجدل بسبب ارتباطه بمشكلات صحية مثل السرطان وعيوب خلقية في صراعات سابقة، رغم أنه لم يثبت بشكل قاطع أن هذه الذخائر هي السبب في ذلك.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توعّد في منتصف يونيو/حزيران الماضي، بأن بلاده ستستخدم أسلحة مزودة باليورانيوم المستنفد "إذا لزم الأمر"، رداً على تقارير بأن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بمثل هذه الأسلحة آنذاك.
وقال بوتين في ذلك الوقت: "لدينا كثير من ذخيرة اليورانيوم المنضب، وسنستخدمها كردٍّ… ولكن ليست هناك حاجة لاستخدامها".