العشائر العربية تطلب ضمانات أمريكية للتهدئة بدير الزور.. وخبراء يصفون الاشتباكات بـ “انتفاضة ضد قسد”

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/07 الساعة 05:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/07 الساعة 12:07 بتوقيت غرينتش
مقاتلو العشائر العربية في دير الزور ضد قوات قسد – رويترز

طالبت قبيلة العكيدات إحدى أكبر العشائر العربية بمحافظة دير الزور السورية، بضمانات أمريكية للتهدئة مع ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وإعادة هيكلة مجلسها العسكري بحيث يقوده ضباط من أبناء المنطقة، حيث يخوض الطرفان قتالاً عنيفاً منذ أيام في شرق البلاد، الأمر الذي وصفه خبراء بأنه انتفاضة عشائرية ضد (قسد)، بسبب تراكمات سابقة.

وبحسب بيان صادر الأربعاء، 6 سبتمبر/أيلول 2023، عن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، الذي يقود الحراك المسلح منذ أسبوع ضد (قسد)، فإن العشائر تطالب بضمانات أمريكية للتهدئة مع قسد، حيث فوّض "الهفل" منظمة "مواطنون من أجل أمريكا آمنة" لنقل مطالب عشائر دير الزور (شرق) للإدارة الأمريكية والكونغرس.

شروط للتهدئة

تضمّنت المطالب وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإجلاء القتلى، وإدخال المساعدات، وفرض وجود الضامن الأمريكي على الأرض لمنع عمليات خرق الهدنة.

كما تضمّنت التفاوض مع الجانب الأمريكي بشكل مباشر، وضمان الولايات المتحدة حماية الهفل ومن معه من القادة، وإعادة هيكلة مجلس دير الزور العسكري من قبل الضباط من أبناء المنطقة التي يقطنها العرب.

ومنذ 27 أغسطس/آب الماضي، اندلعت اشتباكات بين عشائر عربية في دير الزور و"بي كي كي"، امتدت إلى مناطق سيطرة التنظيم بمحافظتي الرقة والحسكة ومدينة منبج بريف حلب، سيطرت خلالها العشائر على 33 قرية.

عناصر من
عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" بدير الزور/رويترز

انتفاضة عشائرية

في السياق، قال خبراء وباحثون سوريون، الأربعاء، إن التطورات الحاصلة منذ أيام في محافظة دير الزور (شرق)، هي انتفاضة عشائرية ضد "قسد"، بسبب تراكمات سابقة.

جاء ذلك في ندوة افتراضية نظمها مركز "عمران" للدراسات الاستراتيجية بعنوان "انتفاضة العشائر في دير الزور.. الدوافع والأبعاد والانعكاسات".

وشارك في الندوة عدد من الخبراء والباحثين والمتحدثين، ناقشوا الأسباب التي أدت إلى حصول الانتفاضة العشائرية في المنطقة وامتدادها لمناطق أخرى.

إذ قال جلال الحمد، وهو حقوقي من دير الزور ومدير منظمة العدالة من أجل الحياة، إن "الخدمات في المؤسسات غير كافية، والعاملون غير مؤهلين، ويتم تجاهل كثير من التفاصيل، وبالتالي لم يتم تقديم الخدمة المأمولة للناس".

جلال الحمد أضاف: "الحالة الأمنية منذ 7 سنوات غير مستقرة، وهناك سرقة وحالات قتل، في 9 أشهر فقط تم تسجيل 81 قتيلاً، فضلاً عن غياب المواد الأساسية وأهمها الخبز، فلا حجم ولا جودة، وكذلك مسألة الوقود، والرقابة موجودة شكلاً فقط".

كما أوضح أن "ملف التعليم أيضاً فيه مشاكل، والتعليم لا يخدم طموح الناس والمناهج التي لا تتوافق مع ثقافة المجتمع، فضلاً عن ملف الصحة، وضعف الخدمات، وتقييد الحركة بالنسبة لأبناء المدينة".

إضافة إلى ذلك، أكد جلال الحمد أن "الحراك كان مع عزل رئيس مجلس دير الزور العسكري، وخلال المعارك سقط مدنيون، ما أشعل الأمر، وحالياً المهم هو تنفيذ المطالب الشعبية، ووقف إراقة الدماء".

غياب العدل

من ناحيته قال بسام بربندي، وهو دبلوماسي سابق في مداخلته "ما قامت به الإدارة الذاتية مثل ما قام به النظام من تهميش للمنطقة وظلم، وعدم شعور بالعدل، وعدم توظيف الكفاءات".

وأردف: "السؤال المهم هل كان مقصوداً ذلك، نعم كان هناك تدمير ممنهج في دير الزور. تكمل السلطة الموجودة ما بدأ به النظام، الحراك ثورة مكملة لما بدأ في العام 2011 عبر جيل جديد".

كما شدد أن "هناك مئات من شباب المنطقة مختفون ومغيبون بسجون (قسد) بتهم مختلفة، وهو موضوع يجب طرحه من قبل الجميع، والقوات الأمريكية في سوريا تتعرف على المنطقة والعمليات عبر قيادات (قسد) فقط، ولا يعرف الجانب الاجتماعي والخدمي في المنطقة".

من جانبها، قالت فدوى العجيلي عضو التحالف العربي وهيئة التفاوض السورية (معارضة)، "لا توجد حوكمة بالمحافظات الثلاث التي تحتلها ما يعرف بقوات (سوريا الديمقراطية)، وهي صفقة تقاسم بينه وبين نظام الأسد".

أما صخر العلي، وهو باحث أكاديمي متخصص بشؤون القبائل والعشائر السورية، فقال: "هناك عدد كبير من القبائل والعشائر في الشمال السوري، وصدرت بيانات نفير عام من القبائل المرتبطة ببعضها بعد يومين من الاشتباكات بين مجلس دير الزور العسكري وقوات قسد".

وأوضح قائلاً: "أسباب الانتفاضة هي الامتداد للقبائل والعشائر في كل هذه المنطقة امتداداً متصلاً غير منفصل، من غرب حلب وإدلب إلى الرقة، وصولاً لدير الزور والحسكة، وتؤكد العشائر أن هناك عاملاً ثورياً مشتركاً، ونسبة التهجير المرتفعة من قبل قوات قسد".

تحميل المزيد