كشف السفير الإيراني الجديد لدى السعودية علي رضا عنايتي خلال تصريح لوكالة "إرنا" المحلية يوم الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2023، أنه سيتوجه إلى الرياض الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول 2023، بهدف بدء مهامه رسمياً. فيما تفيد المعلومات الواردة بأن السفير السعودي في إيران سيصل البلاد في غضون الفترة الزمنية ذاتها.
وحول العلاقات بين إيران والسعودية، قال السفير الجديد: "أعتقد أنها تطورت شكلياً بنحو إيجابي". ولفت الدبلوماسي الإيراني إلى أن "المنطقة بحاجة إلى تعاون جماعي، وقد بدأنا نهجاً وفق إيماننا ورؤيتنا بأن توسيع وتعميق الأواصر بين إيران والسعودية وعلى صعيد العالم الإسلامي، سيترك آثاراً إيجابية بامتياز".
اختتم عنايتي حديثه قائلاً إن "إيران والسعودية قادرتان من خلال التعاون الثنائي وانطلاقاً من الآفاق المستقبلية بعيدة المدى والطاقات المتاحة لديهما، على بناء قاعدة للتعاون الجماعي بعيداً عن التدخل الأجنبي في المنطقة".
نتائج التطبيع بين إيران والسعودية
في سياق متصل، فقد سبق أن قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، إن عودة العلاقات الإيرانية السعودية إلى طبيعتها "ستؤثر إيجاباً" على الملفات الإقليمية ومنها لبنان.
وفي مؤتمر صحفي عقده بسفارة طهران في بيروت، بختام زيارته التي استمرت يومين، أكد عبد اللهيان أن طهران تجري مفاوضات "سرية وعلنية" لعودة علاقات بلاده مع دول أخرى.
وفيما لم يذكر الوزير الإيراني دولاً بعينها، تحدثت تقارير إعلامية مؤخراً عن رغبة ومساعٍ لتطبيع إيران علاقاتها مع دول عربية، منها المغرب ومصر وليبيا والبحرين، وذلك بعد عودة العلاقات بين طهران والرياض في مارس/آذار 2023.
إيران سوف تنشئ معامل للطاقة في لبنان
أكد الوزير الإيراني استعداد بلاده لإنشاء معامل للطاقة في لبنان بحال قبل البلد الأخير ذلك. ولفت عبد اللهيان إلى أن "استمرار التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية الداخلية من شأنها أن تزيد الأمور تعقيداً".
وعلى صعيد آخر، قال إن "أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) خطأ استراتيجي، والقادة اللبنانيون أثبتوا أنهم لا يركنون إلى الإملاءات الخارجية".
وأضاف: "خلال لقاءاتي مع المسؤولين السعوديين سمعت مقترحات تتعلق بالشؤون الإقليمية ومنها اللبنانية". وقال: "نؤيد عودة العلاقات إلى حالتها الطبيعية مع السعودية، وهناك حوار بشكل سري وعلني مع دول أخرى لعودة العلاقات".
وشدد الوزير على "استمرار بلاده في دعم محور المقاومة لمصلحة لبنان في مواجهة الأطماع الإسرائيلية".
وأعلن رفض بلاده تماماً أي "تدخل خارجي يؤثر على اتخاذ القرارات السياسية في لبنان". ورأى أن "موضوع قبول الهبات الإيرانية بحاجة إلى قرار من السلطات اللبنانية". وتابع: "فور قبول الهبة (المنحة)، إيران مستعدة لإرسال الفرق الفنية والتجهيزات لإنشاء معامل للطاقة بقوة 2000 ميغاوات".
وأشار عبد اللهيان إلى أن "الولايات المتحدة قدمت وعوداً فضفاضة للبنان في مسألة الطاقة، لكن مسألة استجرار الغاز لم تصل إلى نتيجة". وفيما يخص اليمن، أكد الوزير الإيراني أن بلاده "دعت دائماً إلى الحوار لوقف الحرب على اليمن، ونأمل أن يتوصل الحوار القائم إلى إنهاء الحرب".
فيما قادت جهود وساطة ثلاثية من الصين والعراق وعُمان، إيران والسعودية إلى توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما في مارس/آذار 2023، بعد قطيعة استمرت 7 سنوات، إثر اقتحام سفارة الرياض في طهران والقنصلية في مشهد، احتجاجاً على إعدام رجل دين شيعي سعودي آنذاك.