أعلن محافظ مدينة كركوك العراقية راكان الجبوري، تأجيل قرار تسليم مبنى قيادة العمليات المشتركة في المدينة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وانتهاء احتجاجات المتظاهرين، بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات إلى 3 قتلى و9 جرحى.
حيث أوضح الجبوري في بيان نشره عبر فيسبوك، مساء السبت 2 سبتمبر/أيلول 2023، أن تأجيل القرار جاء عقب مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
كما قال المحافظ إنه التقى المتظاهرين أمام المبنى وأخبرهم بقرار التأجيل الذي أصدره رئيس الوزراء، مضيفاً أن المتظاهرين بدأوا حينها بإزالة الخيام وإنهاء احتجاجاتهم وفتح الطريق المسدود.
بينما نظم أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني مظاهرة لفتح طريق كركوك-أربيل الذي أغلق خلال الأحداث في المدينة.
فيما قال أمير نوري، المسؤول الصحفي في مديرية شرطة المدينة، لوكالة الأناضول، إن عدد القتلى في الاحتجاجات التي دارت بالمدينة ارتفع إلى 3، والجرحى إلى 9.
قبل ذلك تجمع مجموعة من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني، السبت، في منطقة رحيماوة ذات الغالبية الكردية في كركوك، وقطعوا طرقاً بالمنطقة وأشعلوا إطارات سيارات للتعبير عن احتجاجهم لقطع طريق أربيل-كركوك.
حيث طالب المتظاهرون بفتح طريق أربيل-كركوك الذي أغلقه المعارضون لتسليم مبنى قيادة العمليات المشتركة للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان استخدمه من 2014 إلى 2017.
بينما أرسلت القوات العراقية تعزيزات أمنية إلى المنطقة بعد اقتراب المتظاهرين من موقع مبنى قيادة العمليات المشتركة، حيث أطلقت النيران في الهواء لتفريقهم قبل أن تصل الموقع؛ خشية مصادمات لا تحمد عقباها بين أنصار الحزب من جهة، والمعتصمين أمام المبنى من المكونين العربي والتركماني من جهة ثانية.
احتجاجاً على قرار حكومة بغداد تسليم مبنى قيادة العمليات في المدينة للحزب الديمقراطي الكردستاني، قطع متظاهرون في وقت سابق طريق أربيل-كركوك السريع.
جدير بالذكر أن قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم شمال العراق، انتشرت في قواعد أخلاها الجيش العراقي بمحافظة كركوك عقب ظهور تنظيم داعش الإرهابي في 2014، حيث تولت قوات البيشمركة سلطة الأمن في المدينة طوال 3 سنوات.
إلا أن القوات التابعة للحكومة العراقية دخلت المدينة مجدداً في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بعد تنظيم سلطات أربيل ما يسمى "الاستفتاء" في 25 سبتمبر/أيلول من العام نفسه لضم المدينة إلى الإقليم.
بعد دخول القوات العراقية إلى كركوك، أخلى الجيش العراقي مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني وحوَّله إلى مقر قيادة عمليات كركوك. فيما يطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالمبنى مجدداً بزعم أنه استخدمه سابقاً، وأن أحقية ذلك عائدة له.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 25 أغسطس/آب الماضي، تستمر الاحتجاجات ضد الاستعدادات لإخلاء المبنى بأمر من رئيس الوزراء العراقي، وتسليمه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
كما تحظى التظاهرات أمام المقر بدعم العشائر العربية السنية في المدينة، والتركمان، وبعض أنصار حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.