عرضت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الأحد 27 أغسطس/آب 2023، رؤيتها لتأسيس ما وصفته بـ"الدولة السودانية الجديدة"، وقالت إنها منفتحة على وقف طويل الأمد لإطلاق النار مع الجيش السوداني، بعد أشهر من الاقتتال الذي أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين.
جاء البيان الصادر عن قوات الدعم السريع مع دخول القتال بينها وبين الجيش السوداني أسبوعه العشرين دون إعلان أي طرف النصر، بينما أُجبر الملايين على ترك منازلهم في العاصمة ومدن أخرى، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
في البيان الذي صدر في وقت متأخر، الأحد، بدا قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، مستعداً للتفاوض مع الجيش حول شكل الدولة السودانية المستقبلية، متجاوزاً الجوانب الفنية لوقف إطلاق النار الدائم، والتي عرقلت جهود وساطة برعاية السعودية والولايات المتحدة.
أضاف البيان أن "الحرب التي تدور في السودان هي انعكاس أو مظهر من مظاهر الأزمة السودانية المتطاولة. وذلك يستوجب أن يكون البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقروناً بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان".
بموجب رؤية "تأسيس الدولة السودانية الجديدة"، ألزم حميدتي قوات الدعم السريع بالمبادئ التي تم طرحها سابقاً مثل الحكم الاتحادي متعدد الثقافات، والانتخابات الديمقراطية، والجيش الواحد.
جاء البيان بعد وصول قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الأحد، إلى بورتسودان في أول جولة له خارج العاصمة منذ اندلاع القتال. وتقول مصادر حكومية إنه سيتوجه إلى السعودية ومصر لإجراء محادثات.
كما حذر السياسيون المؤيدون للديمقراطية البرهان من إعلان حكومة جديدة قائلين إن ذلك سيدفع قوات الدعم السريع إلى تشكيل سلطة موازية، بينما الوسطاء الإقليميون متقبلون فيما يبدو أن يضطلع العسكريون بدور في الحكومة الانتقالية في المستقبل.
لكن جون جودفري سفير الولايات المتحدة لدى السودان، وأحد الرعاة الرئيسيين لعملية الانتقال للديمقراطية بعد انتهاء حكم البشير، كتب، يوم الجمعة، على منصة إكس يقول: "على المتحاربين الذين أظهروا أنهم غير مؤهلين للحكم إنهاء الصراع ونقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية".
بينما حذرت الأمم المتحدة من "كارثة إنسانية لها أبعاد هائلة" مع تزايد الجوع وانهيار الرعاية الصحية وتدمير البنية التحتية. كما تواجه قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها تهماً بارتكاب التطهير العرقي في ولاية غرب دارفور.
حيث يتبادل طرفا الصراع الاتهامات بإشعال شرارة الحرب التي بدأت في 15 أبريل/نيسان، بعد توتر استمر لأسابيع بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش، في إطار خطة للانتقال إلى الديمقراطية.