يعتقد 8% فقط من الروس أن فلاديمير بوتين هو المسؤول عن موت زعيم مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين، وفقاً لاستطلاع رأي أُجري بعد تسع ساعات من تحطُّم الطائرة الذي أودى بحياته، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأحد 27 أغسطس/آب 2023.
فقد أظهر الاستطلاع الإلكتروني الذي أجراه مركز الأبحاث الدولي Open Minds Institute، لصالح صحيفة Sunday Times، أن 2% فقط من مؤيدي النظام يعتبرون بوتين الطرف المذنب. بينما لم تكشف السلطات في موسكو بعد عن نتائج التحقيقات التي باشرتها بخصوص تحطم طائرة يفغيني بريغوجين.
فيما ارتفعت نسبة تحميل بوتين المسؤولية إلى 21% بين الروس الذين يصنفهم المركز "معتدلين"، و50% بين "الليبراليين". ويعتقد العدد الأكبر من المشاركين، 28.4%، أن حادث تحطم طائرة يفغيني بريغوجين كان مدبراً، بينما اعتبر 28.3% أن السبب صعوبات فنية أو خطأ من الطيار.
بينما قال سفياتوسلاف هنيزدوفسكي، الرئيس التنفيذي الأوكراني لمركز الأبحاث، الذي تأسّس في بداية شهر مارس/آذار من العام الماضي ليبحث الرأي العام في روسيا: "نسبة 2% من مؤيدي النظام الذين يعتبرون بوتين مسؤولاً عن موت بريغوجين تبدو منخفضة جداً. أعتقد أنهم لا يجرؤون على تصور أن بوتين يفعل ذلك، لأنه سيدمر صورتهم عن الواقع تماماً".
حسب صحيفة "التايمز" فإن تحقيق نتائج دقيقة في استطلاعات الرأي داخل "الدول الاستبدادية" صعب. فلا يمكن استبعاد الانحياز لصالح النظام، بسبب الخوف من التداعيات، لكن الاستطلاعات المجهولة عبر الإنترنت مثل هذا الاستطلاع تعتبر أقل تحيزاً من الاستطلاعات التي تُجرى شخصياً أو عبر الهاتف.
فيما يختار معهد Open Minds أيضاً الأسئلة التي تستكشف ما يشعر به الآخرون، وهذا قد يسمح للمُستطلعة آراؤهم في روسيا بمشاركة مشاعرهم بصدق عن المزاج العام.
في حين يرجح 13.6% فقط من المشاركين في الاستطلاع حدوث تمرد آخر من مجموعة فاغنر، يعتقد ما يقرب من الربع أن معظم الروس سيؤيدونه. واتفق 70% من المشاركين إلى حد ما مع القول بأن يفغيني بريغوجين كان بطل "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا وقُتل ظلماً.
حيث قال هنيزدوفسكي: "فيما يتعلق بالتأثير على المجتمع الروسي، نرى هذا التوقع المحتمل لانقلاب ثانٍ، ومشاعر القلق والتوتر والحزن على موته. وفي الوقت نفسه ترى النخبة أن روسيا أصبحت دولة مافيا، تُحل فيها النزاعات بهذه الطريقة خارج نطاق القضاء، وهو في جوهره إعدام علني".
أضاف: "يمكن تشبيه ما حدث بليلة السكاكين الطويلة عام 1934 في ألمانيا النازية، أو عمليات التطهير التي نفذها ستالين. كان مقاتلو فاغنر يتعشمون أن يعيش بريغوجين حياة في المنفى مثل تروتسكي، لكن بينما احتاج ستالين 11 عاماً لقتل تروتسكي، فقد احتاج بوتين شهرين فقط لتدمير يفغيني بريغوجين".
هذا ووقّع الرئيس بوتين يوم الجمعة، 25 أغسطس/آب، مرسوماً يدعو جميع العاملين في شركة فاغنر وغيرها من الشركات العسكرية الروسية الخاصة، إلى أداء يمين الولاء للدولة الروسية.