وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس 24 أغسطس/آب 2023، إلى مدينة بورتسودان قادماً من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، بعد ساعات من تفقده أم درمان غربي الخرطوم، حسبما أفادت صحيفة "سودان تريبيون" الخاصة، متوقعةً أن "يبدأ البرهان جولة تشمل مصر والسعودية خلال الساعات المقبلة".
الصحيفة أوضحت أن البرهان "وصل إلى بورتسودان (شرق) قادماً من عطبرة التابعة لولاية نهر النيل (إلى الشمال من الخرطوم)، بعد ساعات من تسجيله بأم درمان أول ظهور له منذ 130 يوماً خارج القيادة العامة للجيش". ويعد وجود البرهان في بورتسودان هو الأول منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في أبريل/نيسان الماضي.
وتوقعت مصادر مطلعة للصحيفة، أن "يغادر البرهان إلى مصر والمملكة العربية السعودية، الجمعة، ضمن جولة تشمل عدة عواصم؛ لبحث إنهاء الحرب في السودان".
وتستضيف السعودية محادثات بين الجيش والدعم السريع لم تكلل بنتائج حاسمة برغم توقيع الطرفين على تفاهمات عديدة، لكن دون أن تجد طريقها للتنفيذ، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالخرق المستمر.
وبعد ظهور البرهان في أم درمان فجر الخميس، وتفقده قوات الجيش في منطقة كرري العسكرية وقاعدة وادي سيدنا الجوية، هبطت مروحية تقله في عطبرة بولاية نهر النيل، بحسب الصحيفة.
وفي وقت سابقٍ الخميس، نشر الجيش السوداني فيديوهات للبرهان الذي كان يحمل سلاحاً خلال تفقده للجنود في عدد من المناطق العسكرية بأم درمان، وهي المرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات.
في المقابل، قال محمد المختار النور، عضو وفد التفاوض والمستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، لقناة الجزيرة مباشر، إن خروج قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، من قيادة الجيش "عملية هروب"، وأكد أنهم "جاهزون للحوار للوصول إلى تسوية شاملة".
وقال "النور" إن مغادرة البرهان للخرطوم جاءت بسبب "سقوط سلاح المدرعات في يد قوات الدعم السريع"، على حد قوله.
وظل البرهان منذ اندلاع الحرب يوجد داخل القيادة العامة للجيش، ويدير شؤون العمليات الحربية من هناك.
ويرجع آخر ظهور للبرهان إلى 18 يوليو/تموز الماضي، إذ ظهر حاملاً سلاحاً رشاشاً ومسدساً وقنبلة يدوية وهو يترأس اجتماعاً عسكرياً بمركز القيادة والسيطرة للجيش وسط الخرطوم.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلَّف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.