حثّت السلطات الأمريكية في ولاية هاواي، الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، أهالي المفقودين، على إجراء فحص الحمض النووي DNA، لكشف مصير 1100 شخص ما زالوا مفقودين، بسبب الحرائق الضخمة التي شهدتها المنطقة في الأسبوعين الماضيين، وأدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
السلطات ناشدت جميع المعنيين للتقدم وإعطاء عينات من الحمض النووي، قائلة إن العدد المنخفض المقدم حتى الآن يهدد بعرقلة الجهود المبذولة، لتحديد هوية أية بقايا مكتشفة في الرماد.
فبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، "لا يزال هناك ما بين 1000 إلى 1100 اسم على القائمة الأولية غير المؤكدة للأشخاص المفقودين في هاواي"، وذلك بعدما أتت حرائق الغابات على بلدة لاهينا الساحلية التاريخية في جزيرة ماوي.
من جانبها، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن جولي فرينتش، إحدى المسؤولين عن قيادة جهود التعرف على هويات الضحايا من خلال تحليل الحمض النووي، قولها إن "مركز مساعدة الأسرة جمع حتى الآن الحمض النووي من 104 عائلات فقط".
في السياق نفسه، قال المدعي العام في ماوي، مدير مركز FBI، أندرو مارتن، إن عدد الأفراد الذين يأتون لتقديم عينات الحمض أقل بكثير مما كان عليه في الكوارث الكبرى الأخرى في جميع أنحاء البلاد.
أضاف ماوي أنه "على الرغم من عدم وضوح السبب على الفور، إلا أن هذا مصدر قلقنا، ولهذا السبب أنا هنا اليوم وأطلب المساعدة".
مارتن وفرنتش طمأنا الناس بأن العينات المقدمة لن تستخدم إلا للمساعدة في التعرف على ضحايا الحرائق، ولن يتم إدخالها في أية قواعد بيانات لإنفاذ القانون أو استخدامها لأي غرض آخر، كما لن يتم سؤال الناس عن وضعهم كمهاجرين أو جنسيتهم.
في هذا الصدد قال مارتن: "كل ما نريد فعله هو مساعدة الأشخاص على تحديد مكان أحبائهم المفقودين والتعرف عليهم".
من جانبه، قال قائد الشرطة جون بيليتييه، الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، إن فريقه يواجه صعوبات بوضع قائمة قوية للمفقودين، ففي بعض الحالات قدّم الأشخاص أسماءً جزئية فقط، وفي حالات أخرى قد تكون الأسماء مكررة.
يأتي هذا، فيما أكدت شرطة ماوي، حتى الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023، مقتل 115 شخصاً جراء حرائق هاواي، وقال مسؤولو المقاطعة إنه "تم تفتيش جميع الأبنية السكنية المكونة من طابق واحد بمنطقة الكارثة، وتنتقل الفرق للبحث في الأبنية السكنية والتجارية متعددة الطوابق".
فبعد مرور أسبوعين على الكارثة في هاواي، يبدو أن السلطات تواجه صعوبات جدية بتحديد عدد الضحايا، ومعرفة من قضوا بالحرائق، ومن تمكن من النجاة، لكنه لم يبلغ السلطات بعد.
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها السلطات موقفاً كهذا، فبعد حرائق الغابات في بلدة بارادايز بولاية كاليفورنيا عام 2018، التي أدت إلى مقتل 85 شخصاً، نشرت السلطات في مقاطعة بوتي قائمة بأسماء المفقودين في الصحيفة المحلية، ما ساعد على التعرف على عشرات الناجين الذين تم إدراجهم في عداد المفقودين، لتنخفض القائمة خلال شهر من 1300 إلى 12 مفقوداً فقط.
كان مسؤولون ووسائل إعلام أمريكية، قد توقعوا، الجمعة 18 أغسطس/آب 2023، مصرع 1300 شخص فقدوا في اندلاع الحرائق في جزر هاواي، رغم أن بعض الجهات وضعت احتمالية أن يكونوا ناجين لكن ليست لديهم إمكانية الإبلاغ عن مكانهم بعد فرارهم بسرعة خوفاً من النيران.
