توسعت الاحتجاجات في السويداء للمطالبة بإسقاط النظام السوري في جنوب البلاد، مساء الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023، حيث خرج محتجون غاضبون من تردي الأوضاع الاقتصادية في 50 نقطة احتجاج في محافظة السويداء، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
فيما قال ناشطون ومراقبون إن حشوداً أطلقت هتافات مناهضة للحكومة السورية في نحو عشر بلدات وقرى بمحافظة السويداء، الثلاثاء، مع انتشار الاحتجاجات على الإجراءات الاقتصادية الجديدة التي تتخذها السلطات، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
توسع الاحتجاجات في السويداء
قال موقع "السويداء 24″، وهي منصة للناشطين تسعى إلى توفير تغطية إعلامية للمحافظة، إن الهتافات المطالبة بإسقاط النظام تعالت في مظاهرة كبيرة بمدينة السويداء مركز المحافظة.
بالتزامن مع الاحتجاجات في السويداء انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا دعوات للتظاهر في جميع المحافظات، تحت عنوان "جمعة محاسبة الأسد"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام معارضة لرئيس النظام السوري.
إذ تمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة، أدت إلى انخفاض قيمة عملتها إلى مستوى قياسي بلغ 15500 ليرة للدولار الأسبوع الماضي، في انهيار متسارع. وكانت العملة تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار في بداية الصراع قبل 12 عاماً.
بينما ظلت السويداء التي يقطنها معظم دروز سوريا تحت سيطرة الحكومة منذ بداية الصراع، ونجت إلى حد بعيد من الاضطرابات التي شهدتها مناطق أخرى. ولا تزال المعارضة الصريحة للحكومة نادرة في المناطق التي تسيطر عليها.
فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب تطورات الحرب في سوريا، إن الاحتجاجات في السويداء امتدت على مدار أسبوع حتى الآن لتشمل 11 مدينة وبلدة وقرية في المحافظة.
أضاف المرصد أن جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية تشهد إغلاقاً تاماً في عدة مناطق.
كما خرجت تظاهرة مسائية الثلاثاء في بلدة صيدا، بريف محافظة درعا الشرقي، طالبت بإسقاط نظام الأسد والإفراج عن المعتقلين، وأكد المشاركون فيها على مطالب الثورة السورية.
انضمام شيخ طائفة الدروز للاحتجاجات
سجلت المحافظة انضمام شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حمود الحناوي، إلى الاحتجاجات في السويداء. وقد أكد في كلمة له وسط حشد من المحتجين على حق الناس بالمطالبة بحقوقها، داعياً الشعب السوري إلى الوقوف صفاً واحداً ضد الاستبداد.
كما تصدرت الهتافات المناهضة لحزب "البعث" المشهد بشكل لافت، وأغلق المحتجون في نقاط عديدة مقرات تابعة للحزب الذي استولى على السلطة لأكثر من خمسة عقود من الزمن وتحكم بمفاصل القرار في البلاد.
كما بثت شبكة "الراصد" المحلية في السويداء، الثلاثاء، مقاطع فيديو مصورة تظهر محتجين يقومون بتمزيق لوحات حزب "البعث" في قرية دوما شرقي المحافظة، وأخرى تظهر محتجي مدينة شهبا، ثاني أكبر مدن المحافظة، يقومون بطرد أعضاء شعبة الحزب وإغلاقها.
فيما بثت وسائل إعلام مختلفة مقاطع مصورة للاحتجاجات الليلية التي يقيمها المحتجون في قرى وبلدات المحافظة، بعد يوم حافل تظاهر فيه عدد غير مسبوق من أبناء المحافظة في ساحة الكرامة بمدينة السويداء.
من جهته، قال خالد جمول، رئيس تجمّع "بنا الوطن" المشارك في حراك السويداء، إحدى مناطق سيطرة النظام السوري، إن الاحتجاجات في السويداء، المنددة بتردي الأوضاع الاقتصادية والرافضة للتهجير والقتل بدأت تتوسع، ويشارك فيها أغلب شرائح المجتمع.
كما أضاف في تصريح لقناة "الجزيرة مباشر"، الثلاثاء، أن الحراك بات يغطي جميع مناطق المدينة، مؤكداً أن الخطوة القادمة هي استنهاض الناس من أجل تطبيق العصيان المدني والإضراب العام، وفقاً لقوله.
أسلوبان لقمع الاحتجاجات
من جانبه أشار الناشط أيهم ديب من محافظة اللاذقية لـ"عربي بوست"، إلى أن "النظام السوري يتبع أسلوبين في قمع الاحتجاجات والانتقادات الشعبية؛ الأول عبر اعتقال الناشطين بطرق سرية وعبر الاستدراج من العناصر الأمنية، وأخرى عبر تزويد أرقام هواتف الناشطين لرموز شبيحة وقادة ميليشيات محلية موالية للنظام، تعمل على تهديد الناشطين بتصفيتهم أو اعتقالهم وإلحاق الأذى بأقاربهم من خلال الاتصالات".
ولفت إلى أنه "مع هذه التطورات، وتصاعد الاحتجاجات المعادية للنظام في مناطق الساحل السوري، قررت القوات الروسية في قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية مؤخراً، منع جنودها وضباطها من التسوق والتجوال في المناطق المدنية، خشية تعرضهم لهجمات من المواطنين".
وأضاف: "ترافق ذلك مع نشر قوات عسكرية روسية إضافية ومدججة بالأسلحة عند مداخل مرافئ اللاذقية وطرطوس لحمايتها من أي هجوم أو اعتداء شعبي محتمل".
حركة 10 آب ما قصتها؟
وظهر ناشطون في أوساط الطائفة العلوية بفيديوهات ومقاطع مصورة تطالب النظام السوري وحكومته بالرحيل، عقب حملة اعتقالات طالت عدداً من الناشطين العلويين وأشخاصاً يُشتبه بانضمامهم إلى "حركة 10 آب".
هذه الحركة أُعلن عنها مؤخراً، ففي تاريخ 5 أغسطس/آب 2023، نشرت صفحة الحركة الرسمية على موقع فيسبوك، بيانها الرسمي الأول، والذي أعلنت من خلاله تأسيس الحركة التي تهدف إلى إنهاء معاناة الشعب السوري من سوء إدارة الحكومة للبلاد، وتجاهلها لمستقبلهم.
وتداول أعضاؤها ونشطاؤها قصاصات ورقية حملت عبارات احتجاجية معارضة للنظام في المدن التي يسيطر عليها، خاصة مدن الساحل السوري (اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس) غرب البلاد
الحركة عرّفت عن نفسها بأنها مجموعة من السوريين الذين يعيشون داخل سوريا وليس خارجها، وأنهم رافضون للوصاية من أي أطراف خارجية، وأن حركتهم هذه حركة سلمية، ترفض أي دعوة لحمل السلاح.
وأضافت الحركة أن لديها العديد من المطالب من الحكومة السوريّة، منها ما هو سياسي ومنها ما هو معيشي يتعلق بالمواطنين، مؤكدين أنّ الحل الوحيد هو قيام رأس النظام السوري بشار الأسد، أو رئيس وزرائه، بإصدار بيان رسمي عبر القنوات الرسمية السورية، بتحديد جدول زمني واضح يتضمن تواريخ محددة للمطالب التالية:
أولاً: رفع رواتب الموظفين العاملين داخل سوريا، بحيث يكون الحد الأدنى لها 100 دولار أمريكي، مع إعطاء الحكومة مهلة لتحقيق هذا الأمر.
ثانياً: إعادة الكهرباء إلى منازل المواطنين السوريين في جميع المناطق، لتصل إلى 20 ساعة يومياً.
ثالثاً: إصدار جوازات سفر للمواطنين السوريين الراغبين في استخراجها، بفترة لا تتجاوز شهراً واحداً.
رابعاً: إعادة الدعم للخبز والمحروقات.
خامساً: إعلان خطة لمحاربة مصانع حبوب "الكبتاغون" المخدرة، وإغلاقها في كافة الأراضي السورية.
سادساً: إخراج كافة المعتقلين في السجون السورية، لا سيما من النساء والأطفال؟
سابعاً: إخراج جميع المعتقلين السياسيين من المعتقلات.
ثامناً: إعلان قانون رسمي يكفل إيقاف بيع أملاك الدولة للقطاع الخاص الأجنبي بشكل كامل.
تاسعاً: تحديد مدة حقيقية لخدمة العلم الإلزامية والاحتياطية في الجيش.