احتجزت إيطاليا سفينة إنقاذ تديرها منظمة ألمانية غير حكومية، الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، وهي ثالث سفينة خيرية يتم احتجازها هذا الأسبوع بموجب قواعد الهجرة الصارمة الجديدة التي فرضتها الحكومة اليمينية.
يأتي التحفظ المؤقت على السفن الثلاث، التي تم احتجازها جميعها في موانئ بعد استكمال عمليات الإنقاذ وسط البحر المتوسط، مع استمرار تزايد أعداد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا رغم الجهود التي تبذلها رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، لوقف تدفقهم.
وجرى احتجاز السفينة الألمانية "سي آي 4" بعد أن نقلت 114 مهاجراً إلى ميناء ساليرنو بجنوب البلاد، وتم إبلاغها أنه لا يمكنها الإبحار لمدة 20 يوماً. وقالت مجموعة "سي آي" في بيان، إنه تم تغريمها أيضاً قرابة ثلاثة آلاف يورو (3240 دولاراً).
وتم التحفظ على السفينة الخيرية الثانية "أورورا"، التي تديرها منظمة "سي ووتش" الألمانية، الإثنين 21 أغسطس/آب 2023، بعد أن نقلت 76 مهاجراً إلى جزيرة لامبيدوزا، في حين تم احتجاز سفينة الإنقاذ الإسبانية "أوبن آرمز" الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023، بميناء كارارا في توسكان بعد أن أنقذت 195 شخصاً.
وقال أرنود بانوس، رئيس بعثة "سي-آي 4": "(هذا) اعتداء ذو دوافع سياسية على العمل الإنساني، وهو اعتداء سيكلف أرواحاً"، ولم يصدر تعليق فوري من خفر السواحل الإيطالي.
ويلزم قانون وافق عليه البرلمان الإيطالي في فبراير/شباط 2023، السفن التي تديرها مؤسسات خيرية بالإبحار إلى الميناء مباشرة بعد عملية الإنقاذ، مما يمنعها من تنظيم عمليات متعددة في البحر.
وتصدر السلطات الإيطالية أيضاً تعليمات للسفن بالتوجه إلى موانئ أبعد تصل في بعض الحالات إلى مئات الكيلومترات.
فيما جرى احتجاز السفينة "أورورا" بعد أن رفضت أوامر الإبحار إلى صقلية ورست بدلاً من ذلك في لامبيدوزا، التي كانت أقرب بكثير، قائلةً إن الوقود ومياه الشرب على وشك النفاد.
وتواجه كل من "سي ووتش" و"أوبن آرمز" أيضاً غرامات تصل إلى عشرة آلاف يورو بعد مخالفة اللوائح الإيطالية.
ورغم القيود، ارتفع عدد المهاجرين الذين يصلون بالقوارب هذا العام، ليبلغ 105483 حتى 22 أغسطس/آب، بحسب أحدث بيانات لوزارة الداخلية، أي أكثر من ضعف عددهم في الفترة نفسها عام 2022.
مع ذلك، فشل العديد من المهاجرين في تحقيق ذلك. وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من ألفي شخص غرقوا في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري، مقارنة مع 1417 في عام 2022 بأكمله.