كشفت وسائل إعلام حكومية في الجزائر، أن سلطات البلاد رفضت السماح بعبور الطائرات العسكرية الفرنسية عبر مجالها الجوي للتوجه إلى النيجر ومنطقة الساحل، على خلفية الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم نهاية الشهر الماضي.
وأضاف تقرير للإذاعة الجزائرية الحكومية، نقلاً عن مصادر مؤكدة، أن "التدخل العسكري بات وشيكاً، والترتيبات العسكرية جاهزة"، ولفت إلى أن "الجزائر التي كانت دائماً ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارماً وواضحاً".
ويشار إلى أن الجزائر أكدت في وقت سابق رفضها القاطع لأي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية النيجر، ودعت في الوقت ذاته إلى العودة للشرعية الدستورية، معربة عن استعدادها للمساعدة، دون أن تكشف عن أية جهود مستقبلية لإعادة الاستقرار السياسي في النيجر.
وتربط الجزائر والنيجر حدود مشتركة تمتد لنحو ألف كيلومتر، إلى جانب روابط إنسانية وتاريخية، ما يجعل الجزائر على رأس الدولة المعنية بأي تحول سياسي أو أمني في الدولة الغنية بالموارد الطبيعية وشديدة الفقر اقتصادياً.
وبعد بيانات رسمية ومحادثات هاتفية، حسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون موقف بلاده برفض أي تدخل عسكري تقدم عليه "إيكواس" لإنهاء الانقلاب في النيجر. ويتضح من موقفه أن الجزائر لا تدعم الخيار العسكري ولا تنوي المشاركة فيه، ولا تعتزم اتخاذ إجراءات عقابية ضد الانقلابيين.
ويشار إلى أن السلطات الجزائرية حظرت، عام 2022، على الطائرات الحربية الفرنسية التحليق في أجوائها، حسب ما أعلن ناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية، وسط توتر متزايد بين البلدين وغداة استدعاء الجزائر سفيرها لدى باريس للتشاور على خلفية تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأيضاً بعد أيام على استدعائها السفير الفرنسي على خلفية خفض التأشيرات لمواطني المغرب والجزائر وتونس. وتحتاج المقاتلات الفرنسية إلى عبور الأجواء الجزائرية لبلوغ منطقة الساحل.