أفاد تقرير لموقع MigrantInfo (مهاجر نيوز) بأنَّ حوالي 50 مهاجراً من إفريقيا جنوب الصحراء محتجزون في إحدى المدارس الثانوية جنوب غربي تونس، في وقت أبعدت فيه السلطات التونسية مئات الأفارقة المهاجرين إلى الحدود الصحراوية مع ليبيا في مطلع يوليو/تموز، بعد مواجهات عنيفة في مدينة صفاقس الساحلية.
وقال التقرير الذي نشره موقع Middle East Eye البريطاني تفاصيله، إنَّه جرى في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أغسطس/آب، إعادة معظم أولئك الذين أُبعِدوا إلى المناطق الصحراوية وإرسالهم إلى أبنية عامة مختلفة.
وكان من بينهم قرابة 50 شخصاً "محتجزين رغماً عنهم" في مدرسة ثانوية في قبلي، وهي بلدة جنوبية في منطقة نفزاوة.
وتحدث أشخاص محتجزون في المدرسة لموقع "مهاجر نيوز"، وقالوا إنَّه ليس لديهم معلومات حول متى، وما إن كان، سيُفرَج عنهم.
فيما قال إيفان فرانسوا من الكاميرون للموقع الذي يُركِّز على شؤون اللاجئين: "لا أحد يخبرنا بأي شيء، لا نعرف ما الذي يحدث". وأضاف: "لا يُسمح لنا بالتجول في الفناء. سألناهم عما إذا كنا في السجن، لأنَّنا غير مرتاحين. وعندما نحاول الخروج، يقولون ليس لنا الحق بذلك. حتى عندما نطلب الإذن بالذهاب لشراء المنتجات من أحد المتاجر، يُقال لنا إنَّ ذلك ممنوع".
يحرس مبنى المدرسة رجال مسلحون، وتشير لقطات الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنَّهم أفراد بالحرس الوطني التونسي.
ووفقاً للمحتجزين، أحضر الهلال الأحمر التونسي مواد غذائية ومياهاً وملابس للمدرسة، لكنَّ الإمدادات كانت غير كافية.
وقال إيفان فرانسوا: "نحن لا نأكل جيداً.. الهلال الأحمر يجلب لنا منتجات منتهية الصلاحية، والمياه ليست جيدة.. هناك أشخاص يشعرون بالمرض، ليس لدينا ملابس أو أحذية.. أنا شخصياً لم أذهب إلى المرحاض منذ ثلاثة أيام".
الاحتجاز بصرف النظر عن الوثائق
ويتضمَّن المحتجزون في المدرسة أشخاصاً لديهم وثائق تأشيرة وآخرين لا يملكون، إذ قالت إحدى الأمهات: "كانت ابنتي في طريقها لبدء دراستها للمحاسبة. وصلت بشكل قانوني إلى تونس وبتأشيرة مدتها ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، ولديها جواز سفر سار المفعول، وشهادة المدرسة، ودفعت رسوم الجامعة"، مُضيفةً أنَّ السلطات التونسية أبعدت ابنتها في مطلع يوليو/تموز بالرغم من موقف تأشيرتها.
وفي فبراير/شباط، ربط الرئيس التونسي قيس سعيد الأشخاص من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس بالإجرام، في تصريحات لاقت إدانات واسعة النطاق، وعلَّق البنك الدولي في مارس/آذار، عمله مع تونس بعد مهاجمة الأفارقة ذوي البشرة السوداء عقب خطاب الرئيس.
كما وقَّعت تونس بعد ذلك اتفاقاً للهجرة بقيمة مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي، والذي ينص على إمداد الكتلة الأوروبية تونس بالدعم المالي والفني لردع المهاجرين إلى أوروبا.
وتشهد تونس أزمات سياسية واقتصادية منذ يوليو/تموز 2021، حين عطَّل سعيد بصورة أحادية البرلمان وحل الحكومة في ما وصفه كثيرون بـ"انقلاب دستوري"، وحكم بعد ذلك بموجب المراسيم، قبل أن يمرر دستوراً جديداً كرَّس حكمه الفردي.