ذكر موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 16 أغسطس/آب 2023، أن هناك انقساماً بين المتبرعين اليهود بالولايات المتحدة في اختيار مرشح واضح للحزب الجمهوري لمواجهة الرئيس الديمقراطي الحالي، جو بايدن، في سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024.
الموقع البريطاني أشار، في تقرير، إلى أنه رغم أنَّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتقدم بهامش مريح على بقية المرشحين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للجمهوريين، لكن بإلقاء نظرة فاحصة على مشهد المانحين تظهر صورة أكثر تعقيداً وانقساماً واضحاً بين المانحين اليهود.
تبرعات لحملة ترامب
ودللت الصحيفة على هذا الانقسام من خلال تلقي لجنة العمل السياسي الخاصة بحملة ترامب تبرعاً بقيمة مليون دولار من تشارلز كوشنر، والد صهر ترامب، جاريد كوشنر.
إضافة إلى ذلك، تبرع أليكس أدجيمي، وهو مسؤول عقاري سوري يهودي منحه ترامب خلال رئاسته عفواً كاملاً من الأحكام الصادرة بحقه لارتكابه جرائم مالية، بمبلغ 100 ألف دولار لحملة ترامب، كما تبرع شقيقه هاري بمبلغ 50 ألف دولار أخرى.
حملة نيكي هيلي
ومع ذلك، تبدو هذه الأرقام باهتة مقارنةً بالمبالغ المالية التي ضخّها المتبرعون اليهود في حملة نيكي هيلي، التي عملت سابقاً سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب.
فقد حصلت لجنة العمل السياسي لحملة هيلي "ساندوا أمريكا"، على 5 ملايين دولار من جان كوم، مبتكر واتساب.
كما تلقت هيلي أيضاً 230 ألف دولار من إليزابيث ستيرن، أرملة رئيس معهد هدسون والتر ستيرن، و236.400 دولار من ليونارد ستيرن، الملياردير من نيويورك والمدير العقاري، وزوجته أليسون ستيرن، وحوالي 150 ألف دولار من المساهمات من قطب توريد السيارات في مينيسوتا، إليوت بادزين.
وكانت هايلي مرشحة شهيرة لدى مجموعة "الائتلاف اليهودي الجمهوري"، إذ تلقّت تبرعات من 8 أعضاء على الأقل من مجلس إدارة المجموعة. وأشار 3 من أعضاء مجلس إدارة المجموعة سابقاً إلى هيلي على أنها "أفضل مرشح للجمهوريين اليهود والحزب الجمهوري وأمريكا".
وتلقّت لجنة العمل السياسي الخاصة بحملتها أيضاً أموالاً من روجر هيرتوغ، رئيس مركز الفكر والرأي Tikvah Fund، الذي كان وراء خطط الإصلاح القضائي في إسرائيل.
وتبرع عضو آخر من Tikvah Fund، وهو عضو مجلس الإدارة جاي ليفكوفيتز، بمبلغ 26600 دولار للصناديق المرتبطة بهيلي.
مستوى من الشكوك
وعلى غرار هيلي، شهد أيضاً رون ديسانتيس، المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين الذي يلي ترامب، ضخ مانحين يهود الملايين في لجنة العمل السياسي لحملته.
إذ تبرع قطب الأعمال والملياردير الأمريكي جيفري ياس بمبلغ 2.6 مليون دولار لصالح حملة ديسانتيس "لا تتراجع أبداً- Never Back Down".
وفوكس، الذي قدم تبرعات لحملة ترامب، منح أيضاً أموالاً إلى ديسانتيس. إذ قدم كل من فوكس وديفيد ميلستون، الرئيس التنفيذي لشركة صناعات عالمية، تبرعات بقيمة مليون دولار.
ومن بين التبرعات المهمة الأخرى لحملة ديسانتيس، منحة بقيمة 256650 دولاراً من مطور العقارات في تكساس، إيرا ميتزنر، الذي يشارك في جامعة يشيفا، وشركة Israel Bonds، ومتحف ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست.
وتكشف أنماط التبرعات، التي شهدت تنويع المانحين لدعمهم بين مرشحين مختلفين، عن مستوى من الشكوك في الانتخابات الأولية المقبلة، بينما يتعثر ترامب حالياً بسبب العديد من القضايا القانونية.
وحتى 30 يونيو/حزيران، حصل ترامب على تبرعات أكثر من أي مرشح رئاسي آخر، بمبلغ 22.5 مليون دولار، متفوقاً حتى على الرئيس جو بايدن الذي تلقى 20.1 مليون دولار، بالإضافة إلى ديسانتيس الحاصل على 12.2 مليون دولار.
ومع ذلك، كان على ترامب تخصيص موارد مالية كبيرة لسداد أتعابه القانونية. وقد أصدرت هيئة محلفين كبرى في جورجيا لائحة بـ13 اتهاماً إلى ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع؛ بسبب اتهامات بمحاولة قلب هزيمته في انتخابات 2020.