أدانت دولة قطر بشدةٍ العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين بالضفة الغربية، واقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، وأداء طقوس تلمودية في باحاته، وذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية القطرية، الخميس 17 أغسطس/آب 2023.
واعتبرت وزارة الخارجية القطرية أن "هذه الاعتداءات حلقة جديدة في سلسلة جرائم الاحتلال المستمرة والمروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتمثل في الوقت ذاته استفزازاً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
وحذرت وزارة الخارجية في بيانها "من تلاشي فرص السلام، واتساع دائرة العنف بسبب التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما شددت على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي، وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية".
وجددت الوزارة موقف دولة قطر الثابت من "عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وضمن ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
واقتحم مستوطنون، صباح الخميس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، التي نشرت عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين الاقتحامات.
فيما ذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية من جانبها، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم.
كما أوضحت أن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي المسجد، وسط استفزاز للمصلين.
تشييع جثمان الشهيد
في السياق، شيع مئات الفلسطينيين جثمان شاب استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي، الخميس، خلال عملية اقتحام لمدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وأفاد مراسل الأناضول بأن موكب تشييع مصطفى الكستوني (32 عاماً)، انطلق من مستشفى خليل سليمان الحكومي إلى مسقط رأسه بالحي الشرقي من المدينة، حيث ووري جثمانه الثرى.
وفي وقت سابقٍ الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد الكستوني إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال في الرأس والصدر والبطن، خلال العدوان على جنين".
وقال شهود عيان لـ"الأناضول"، إن "مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وقوات الجيش الإسرائيلي، عقب اقتحام قوة إسرائيلية مدينة جنين بعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات".
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل شاب فلسطيني، واعتقال اثنين آخرين على خلفية العملية التي نفذت في جنين صباح اليوم، إضافة إلى إصابة جندي إسرائيلي.
وقال في بيان: "خلال العملية (في جنين)، أصيب جندي بشظايا طفيفة، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما قتل فلسطيني واعتقل اثنان آخران".
وتشهد الضفة الغربية حالة من التوتر الشديد منذ العام الماضي، جراء التصعيد الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية.
وفي 3 يوليو/تموز أطلقت إسرائيل عملية عسكرية استمرت نحو 48 ساعة في جنين ومخيمها، استخدمت فيها مروحيات وطائرات مسيرة وقوات برية، بزعم ملاحقة مسلحين.
وأسفرت العملية التي اعتُبرت الأكبر منذ أكثر من 20 عاماً، عن مقتل 12 فلسطينياً وإصابة نحو 140 آخرين.