تعرّض يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لانتقادات، بعد أن شارك لمدة ساعة، تدوينة وصفت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي بأنه "الأكثر فشلاً"، الأمر الذي أثار تعليقات في إسرائيل، هاجمت نجل رئيس الوزراء، وأبدت دعمها لهاليفي.
يائير كان قد أعاد، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، على حسابيه في فيسبوك وتليغرام، نشر تدوينة للصحفي اليميني إيريز تدمر، كتب فيها أن هاليفي "سيُذكر على أنه أكثر رئيس أركان فشلاً في تاريخ الجيش الإسرائيلي".
جاءت خطوة يائير بعد أن قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن هاليفي حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تداعيات تعليق مئات جنود وضباط الاحتياط الخدمة التطوعية في الجيش، وذلك رداً على إصرار الحكومة على تمرير خطة "الانقلاب القضائي" التي أثارت احتجاجات واسعة في إسرائيل.
بعد الانتقادات التي تعرض لها يائير، اضطر في النهاية لحذف التدوينة، لكن تفاعلاتها بقيت مستمرة، إذ قال وزير الدفاع السابق بيني غانتس: "ليس الابن وحده هو الذي يسمح لنفسه بالهجوم، بل أيضاً وزراء في الحكومة الإسرائيلية يهاجمون المؤسسات التي يثقون بها هم أنفسهم".
أضاف غانتس في تغريدة نشرها، مساء أمس الإثنين، أن "هذا ضرر كبير للجيش الإسرائيلي، وعلى أي حال لأمن الدولة".
كما اعتبر غانتس أن "من واجب رئيس الوزراء عدم السماح بالهجوم على النظام العسكري، وسيفعل حسناً إذا أوقف العملية التشريعية التي تضر بالجيش، وبدأ التركيز على احتياجاتنا الأمنية".
بدوره، علّق كل من الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية تامير هايمن، ووزير الدفاع يوآف غالانت، من خلال الإشادة برئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
في حين امتنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إدانة ما قام به نجله واكتفى بنشر تغريدة، أمس الإثنين، أشار فيها إلى أنه "يعمل مع هاليفي"، وكتب: "تواجه دولة إسرائيل تحديات كبيرة، وبصفتي رئيس وزراء، أعمل ليل نهار مع وزير الدفاع ورئيس الأركان وكبار مسؤولي الجيش وقوات الأمن، لضمان أمن إسرائيل في أي موقف".
لكن نتنياهو الابن أعاد، اليوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023، نشر تدوينة على حسابه في تليغرام هاجمت وزير الدفاع السابق غانتس، وقال إن غانتس "دعا أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) إلى منزله، ولكنه غير مستعد للحديث مع خصمه (وزير العدل الإسرائيلي ياريف) ليفين"، مضيفاً: "كنت أعتقد أن دولة إسرائيل وجيشها مهمان بالنسبة إليه".
يأتي هذا، فيما تتواصل للأسبوع الـ32 على التوالي الاحتجاجات في إسرائيل على التعديلات القضائية المثيرة للجدل.
كان "الكنيست" (البرلمان) قد صوّت، في 24 يوليو/تموز 2023، بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون "الحد من المعقولية" ليصبح قانوناً نافذاً رغم الاعتراضات المحلية الواسعة.
يُعد قانون "الحد من المعقولية" واحداً من 8 مشاريع قوانين تطرحها الحكومة الحالية تحت ما تسميه "إصلاحات قضائية"، للحد من صلاحيات المحكمة العليا في مراقبة السلطتين التنفيذية والتشريعية.
تعتبر المعارضة تلك القوانين "انقلاباً على الديمقراطية"؛ كونها تحد من سلطات المحكمة العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في إسرائيل.
