قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، إن إعلان المجلس العسكري في النيجر عن نيته محاكمة الرئيس المعزول محمد بازوم بتهمة "الخيانة العظمى"، يشكل "استفزازاً جديداً"، فيما دعت أمريكا لاستمرار الضغط على قادة الانقلاب في البلاد للإفراج عن الرئيس.
جاء ذلك في بيان لـ"إيكواس"، قالت فيه إن "هذا التهديد هو شكل جديد من الاستفزاز، ويتنافى مع إرادة السلطات العسكرية في جمهورية النيجر إعادة الانتظام الدستوري بسبل سلمية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
أكد بيان المجموعة الإفريقية على أن "بازوم سيبقى رئيس النيجر المنتخب في نظر إيكواس والمجتمع الدولي بأسره"، كما جدّدت إدانتها لاحتجاز بازوم غير القانوني، داعية لإطلاق سراحه بشكل فوري وعودته إلى السلطة.
هذا البيان جاء بعد إعلان المجلس العسكري للانقلابيين في النيجر، عن عزمه محاكمة الرئيس بازوم وأركان حكمه بتهمة "الخيانة العظمى وتهديد أمن الدولة"، وقال المجلس إنه "جمع الأدلة لمحاكمة الرئيس المخلوع وشركائه المحليين والأجانب أمام الهيئات الوطنية والدولية المعنية بتهمة الخيانة العظمى، وتقويض الأمن الداخلي والخارجي للنيجر".
استند المجلس في اتهاماته إلى اتصالات بازوم مع "رعايا" و"رؤساء دول أجنبية" و"رؤساء منظمات دولية"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، إنه يجب استمرار الضغط على المجلس العسكري في النيجر لإطلاق سراح بازوم، واستعادة النظام الدستوري في البلاد.
في السياق ذاته، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل: "نحن مستاؤون بشدة من التقارير عن أن الاحتجاز غير العادل للرئيس بازوم قد مضى نحو خطوة أبعد حتى… هذه الخطوة لا داعي لها وغير مبرّرة، ولن تُسهم صراحةً في حلٍّ سلمي لهذه الأزمة".
من جانبه، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أمس الإثنين، إن أي محاولة من جانب المجلس العسكري في النيجر لتوجيه اتهام بالخيانة العظمى للرئيس المنتخب ديمقراطياً بازوم ستكون "مقلقة للغاية".
أضاف دوجاريك في تصريح للصحفيين: "ما زلنا قلقين للغاية بشأن وضع الرئيس وأسرته وصحتهم وسلامتهم، ونكرر دعوتنا للإفراج الفوري وغير المشروط عنهم وإعادته لمنصبه كرئيس للدولة"، وفقاً لوكالة رويترز.
كانت "إيكواس" قد هددت باللجوء إلى الخيار العسكري لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة، لكن قادة المجموعة أكدوا يوم الخميس الماضي أنهم لا يزالون يعطون الأولوية للحل الدبلوماسي، وأمروا في الوقت نفسه بنشر "قوة احتياط" تابعة للمنظمة، من دون تحديد أي جدول زمني لتدخل عسكري محتمل يعهد إليها.
في قمة سابقة لـ"إيكواس"، يوم 30 يوليو/تموز 2023، فرضت إيكواس عقوبات مالية وتجارية شديدة على النيجر، التي تعول بشكل كبير على شركائها الخارجيين.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الذي عيّنه العسكريون في النيجر، علي محمد الأمين، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، أن بلاده قادرة على "تجاوز" هذه العقوبات، وقال معلقاً على التدابير التي اتخذتها المنظمة الإقليمية، في مقابلة أجراها معه موقع "دويتشه فيله" الألماني، "نعتقد أنه حتى لو كان التحدي المفروض علينا غير منصف، لا بدّ من أن نتمكن من تجاوزه، وسنتجاوزه".
يُشار إلى أنه منذ تنفيذ الانقلاب في النيجر، الذي حدث يوم 26 يوليو/تموز 2023، يحتجز المجلس العسكري بازوم وعائلته وبعض أركان الحكم المطاح به في القصر الرئاسي، وسط دعوات دولية، أبرزها أممية وأمريكية، للإفراج الفوري وغير المشروط عنه.