كشف موقع The Intercept الاستقصائي الأمريكي، الخميس 10 أغسطس/آب 2023، أن الولايات المتحدة دربت ما لا يقل عن 5 أعضاء من المجلس العسكري الذي تولى السلطة حديثاً في النيجر.
الموقع أشار إلى أنه رغم مرور أسبوعين على انقلاب النيجر، لم تقدم وزارة الخارجية الأمريكية قائمة العسكريين المرتبطين بالولايات المتحدة في هذا التمرد، لكن مسؤولاً أمريكياً تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أكد أن الوزارة تبين لها أن "خمسة من المشاركين في الانقلاب قد تلقوا تدريباً عسكرياً أمريكياً".
وقبل يومين أعلنت أمريكا عن "وقف" المساعدة الأمنية لتلك الحكومة التي يقودها الجيش، مع أنها تستعد في الوقت نفسه لزيادة معوناتها لبوركينا فاسو، التي يحكمها أيضاً عسكري تولى السلطة في انقلاب على الرئيس المنتخب عام 2022.
استولى المجلس العسكري في النيجر على السلطة في 26 يوليو/تموز، واعتقل الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم. وأعلن قائد الحرس الرئاسي للبلاد، الجنرال عبد الرحمن تشياني، نفسَه زعيماً للبلاد.
برقيات ويكليكس
وتظهر برقيات دبلوماسية نشرتها "ويكليكس" أن عبد الرحمن تشياني الذي أعلن نفسه زعيماً للبلاد عقب الانقلاب اختير حين كان ضابطاً برتبة ملازم أول، للمشاركة في "برنامج الزمالة الدولية الأمريكي لمكافحة الإرهاب" لمدة عام (من عام 2009 إلى عام 2010) في جامعة الدفاع الوطني بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
كما أظهرت ويكليكس أن الجنرال محمد تومبا، الذي تحدث مطلع هذا الأسبوع في حشد من 30 ألف مؤيد للانقلاب، قائلاً: "نحن على دراية بخطتهم الميكافيلية"، فهم "الذين يخططون لتخريب مسيرة النيجر إلى التقدم"، فقد وقف قبل 5 سنوات يخاطب عسكريين أمريكيين وشخصيات إفريقية بارزة في حفل افتتاح مناورات "فلينتلوك"، أكبر تدريب سنوي لقوات العمليات الخاصة لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة في إفريقيا.
وفي وقت سابق، ذكر موقع ذا إنترسبت أن العميد موسى سالو بارمو، الذي كان يترأس القوات الخاصة في النيجر ونصَّب نفسه الآن وزيراً للدفاع، التحق أيضاً بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية، وتدرب في مركز تدريب القوات الأمريكية في فورت مور بولاية جورجيا.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي، أن بارمو أنذرَ وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين 7 أغسطس/آب، أن المجلس العسكري سيعدم بازوم إذا حاولت الدول المجاورة أن تتدخل عسكرياً لإعادته إلى الحكم.
أمر مقلق
وفي معرض التعليق على تقرير "ذا إنترسبت" عن السلسلة الطويلة من المتمردين العسكريين الذين دربتهم الولايات المتحدة، قال السيناتور الأمريكي كريس مورفي في تغريدة نشرها على موقع إكس (تويتر):
"إنه أمر متكرر على نحو يثير القلق، وعلامةٌ على سوء استعمالنا لمخصصات الإنفاق على الأمن القومي في القارة".
وقال إلياس يوسف، محلل الأبحاث في برنامج الدفاع التقليدي التابع لمركز ستيمسون الأمريكي، إن "الولايات المتحدة توسعت كثيراً في تقديم المساعدة الأمنية والتدريب العسكري في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وهي بذلك تضع نفسها في موقف يورطها في الاتهام بانتهاك حقوق الإنسان، ويلومها على التصرفات الخبيثة لشركاء الأمن المحليين".
"نموذج للديمقراطية"
في مارس/آذار، وصف أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية، النيجر بأنها "نموذج للديمقراطية" في المنطقة، وذلك على الرغم من أن أحدث تقرير لوزارة الخارجية عن حقوق الإنسان في البلاد قد أشار إلى "انتهاكات بارزة لحقوق الإنسان"، منها "القتل خارج نطاق القضاء بمعرفة الحكومة".
وقدمت وزارة الخارجية الأمريكية ردوداً مشوشة على أسئلة موقع "ذا إنترسبت" بشأن الانقلاب في النيجر. ولما سُئل متحدث مجهول باسم الوزارة عبر الموقع الإلكتروني عن التدريب المقدم لأعضاء المجلس العسكري في النيجر، قال: "الأمور هناك قيد التغيُّر، ومن السابق لأوانه الحديث عن طبيعة التطورات الجارية".
وأصر المتحدث الرسمي على أن "الولايات المتحدة الحكومة لا تدرب الحرس الرئاسي". ومع ذلك، فإن "تقرير التدريب العسكري الأجنبي" المشترك لعام 2017 وعام 2018 بين وزارة الخارجية والدفاع، يتحدث عن "تدريب داخلي" لأعضاء الحرس الرئاسي في النيجر.