قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 4 أغسطس/آب 2023، إن المعلمين في ألمانيا يشعرون بحالة كبيرة من الغضب نتيجة لحملة التوظيف الحكومية التي يقولون إنها تسخر من المهنة.
حيث أطلقت وزارة التعليم في ولاية بادن فورتمبيرغ حملة للتخفيف من النقص المزمن في المعلمين، تحت شعار: "لا ترغب في العمل غداً؟ افعل ما تستمتع به وكن مدرساً!". وقالت الوزارة إنَّ 8000 شخص استفسروا بالفعل عن مهنة التدريس عبر موقع الحملة على الإنترنت. وصرح متحدث باسم الوزارة: "يتحدث الناس عن ذلك. وهذا مهم، لأننا نحتاج إلى جذب الانتباه حتى يهتم مزيد من الناس بمهنة التدريس".
حملة دعائية تثير غضب المعلمين في ألمانيا
يظهر الشعار بجانب كلمة "مرحى!" على لوحة إعلانية في مطار شتوتغارت. لكن الملصقات الأخرى للحملة أقل إثارة للجدل؛ على سبيل المثال يقول أحدها: "هل تشعر بأنك تريد إحداث تغيير؟ كن مدرساً".
ودفعت الحملة المعلمين إلى حالة من الغضب الشديد. إذ قالت جمعية علماء اللغة في بادن فورتمبيرغ، التي تمثل معلمي المرحلة الثانوية، إنها كانت "ضربة تحت الحزام" للمدرسين والقوالب النمطية المستخدمة ضدهم. وأضافت: "هناك رد واحد فقط على هذه الحملة: لديكم رغبة في التقاعس عن العمل؟ اذهبوا إلى وزارة التربية والتعليم! فكل ما يريدونه هو الشعارات الجوفاء. المعلمون، الذين يبذلون قصارى جهدهم كل أسبوع وضمن ذلك العمل في المساء وأثناء العطلات الأسبوعية، على الرغم من أعباء العمل الهائلة، يشعرون بأنهم ضحايا للسخرية المطلقة من هذه الحملة".
مطالب بتحسين ظروف العمل للمعلمين
دعت جمعية علماء اللغة في بادن فورتمبيرغ الوزارة إلى تحسين ظروف العمل للمعلمين، مشيرة إلى ارتفاع معدل الإرهاق. وأضاف المتحدث: "إذا لم يكن هناك عقل كافٍ لفهم المشكلات الأساسية، فإنَّ تجاهل المشكلات المقترنة بالشعارات الغبية هو رد الفعل الوحيد المحتمل".
وقالت كارين بروزات، من رابطة معلمي المدارس الثانوية: "قبل هذه الحملة، لم نكن نعرف مدى الغباء الذي يمكن وضعه في ملصق واحد. يجب أن يشعر المسؤولون بالخجل الشديد من أنفسهم".
لكن بيرات غوربوز، رئيس مجلس الدولة للطلاب، الذي يمثل 1.3 مليون تلميذ في ولاية بادن فورتمبيرغ، رحب بالحملة. وقال: "من مصلحة جميع المعنيين محاربة النقص في المعلمين".