بدأت العديد من الدول الأوروبية، من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، الثلاثاء 1 أغسطس/آب 2023، إجلاء رعاياها من النيجر؛ على خلفية الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في 26 يوليو/تموز الماضي، بينما حذرت الجزائر من مغبَّة اللجوء إلى تدخل عسكري أجنبي لإعادة النظام الدستوري في البلاد.
فقد تجمع المئات من الفرنسيين والأوروبيين الذين تم إجلاؤهم في مطار نيامي عاصمة النيجر، الثلاثاء، بعد أن أغرق انقلاب رئاسي الدولة الواقعة في غرب إفريقيا في أزمة سياسية أدت إلى استقطاب الدول المجاورة في المنطقة.
بينما شكل مواطنون فرنسيون، بمن فيهم أطفال صغار، طابوراً مع حقائبهم خارج مدخل مطار ديوري حماني الدولي، وفقاً لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية. وأشرف الجيش الفرنسي على عملية إجلاء الرعايا الفرنسيين.
فيما قال معظم الذين تم إجلاؤهم لـ"سي إن إن" إنهم حزينون لمغادرة المكان، فيما قال البعض إنهم كانوا في البلاد كجزء من بعثات، بينما كان آخرون سائحين.
إجلاء الرعايا الأوروبيين من النيجر
في وقت سابق الثلاثاء قالت كاترين كولونا، وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية، خلال مقابلة تلفزيونية، إن فرنسا تفاوضت مع القائمين على السلطة في النيجر للمضي في إجلاء مواطنين فرنسيين.
كما أردفت أن أولى عمليات إجلاء المواطنين الفرنسيين من النيجر ستجري بعد ظهر الثلاثاء. وأضافت أنه سيجري إجلاء المئات من المواطنين الفرنسيين.
كما قالت وزارة الدفاع الإسبانية إن الحكومة الإسبانية تستعد لإجلاء أكثر من 70 إسبانياً في النيجر على متن رحلات جوية بعدما استولى الجيش على السلطة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
فيما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية تقديم مزيد من المعلومات حول العملية مثل إذا ما كانت إسبانيا سترسل طائرتها الخاصة. وتعلل بدواعٍ أمنية.
كما قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن الحكومة ستنظم رحلة طيران خاصة لإعادة مواطنيها من العاصمة النيجيرية نيامي، وذلك عقب استيلاء عسكريين على السلطة في الدولة الواقعة غرب إفريقيا.
وكتب تاياني على منصة إكس المعروفة سابقاً باسم تويتر: "الحكومة الإيطالية قررت أن توفر لمواطنينا في نيامي فرصة مغادرة البلاد في رحلة طيران خاصة إلى إيطاليا".
بدورها حثت ألمانيا رعاياها في النيجر على قبول عرض مقدم من السلطات الفرنسية ومغادرة البلاد في رحلات الإجلاء التي تنظمها باريس الثلاثاء.
حيث قالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان: "بإمكاننا أن نؤكد أن زملاءنا الفرنسيين عرضوا، في حدود السعة المتاحة، نقل مواطنين ألمان على متن رحلاتهم من النيجر"، مضيفة أنها نصحت "جميع المواطنين الألمان في نيامي بقبول العرض".
دعم الجزائر لمحمد بازوم
حيث قالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان الثلاثاء، إنها "تدعو إلى الحذر وضبط النفس أمام نوايا التدخل العسكري الأجنبي التي تعتبر للأسف خيارات غير مستبعدة ويمكن اللجوء إليها، غير أنها لا تمثل سوى عوامل تعقد وتزيد من خطورة الأزمة الحالية".
كما أوضح البيان أن الجزائر "تجدد تمسكها العميق بالعودة إلى النظام الدستوري بالنيجر واحترام متطلبات دولة القانون، وتؤكد الحكومة الجزائرية في هذا الصدد مجدداً دعمها للسيد محمد بازوم كرئيس شرعي لجمهورية النيجر".
استدرك البيان: "ينبغي أن تتحقق هذه العودة إلى النظام الدستوري بواسطة وسائل سلمية من شأنها أن تجنب النيجر الشقيق والمنطقة ككل تصاعد وتيرة انعدام الأمن والاستقرار، وتجنب شعوبنا المزيد من المحن والمآسي".
بينما نفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الإثنين 31 يوليو/تموز، اتهامات بأن بلادها تعتزم "التدخل عسكرياً" في النيجر، وقالت في تصريحات لقناة "بي إف إم" المحلية إن "هذا خطأ".
جاء ذلك رداً على اتهام وجّهه، في اليوم نفسه، المجلس العسكري الانقلابي في نيامي لحكومة بازوم، بتوقيع تفويض لفرنسا بهدف تحريره بالقوة العسكرية.
كما حذرت السلطات في بوركينا فاسو ومالي، عبر بيان مشترك، من أن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى الحكم، سيكون بمثابة "إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي".