أعلن حزب سياسي في النيجر أن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في البلاد، اعتقل يوم الإثنين 31 يوليو/تموز 2023، ثلاثة آخرين من كبار ساسة الحكومة المعزولة ينتمون إلى عضويته، موسعاً بذلك نطاق الاعتقالات، في تحدٍّ للمناشدات الدولية لاستعادة الحكم الديمقراطي.
إذ قال حزب النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية الذي كان حاكماً بالبلاد في بيان، إن الانقلابيين ألقوا القبض على رئيس الحزب فوماكوي جادو، ووزير النفط ساني محمدو، ووزيرة التعدين يعقوبة أوسيني حديزاتو في حكومة الرئيس المحتجز، مضيفاً أن وزير الداخلية ووزير النقل وأحد النواب معتقلون بالفعل.
وذكر الحزب في بيان، أن الاعتقالات تؤكد طبيعة قادة الانقلاب "القمعية والديكتاتورية"، ودعا المواطنين إلى الاتحاد لحماية الديمقراطية.
وأُعلنَ عن الاعتقالات غداة وصول محمد إدريس ديبي، رئيس تشاد، إلى النيجر لمحاولة التوسط بين قادة الانقلاب والحكومة المعزولة، ونشر صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها مع بازوم، وبشكل منفصل مع زعيم الانقلاب عبد الرحمن تياني، الذي أعلنه المجلس العسكري رئيساً للدولة.
الصور الأولى لبازوم
وفي وقت لاحقٍ الأحد، نشر ديبي ما يبدو أنها الصور الأولى لبازوم منذ حدوث الانقلاب، إذ ظهر وهو مبتسم ولم يمسسه سوء على ما يبدو. وقال ديبي إنه يحاول "إيجاد حل سلمي"، من دون الخوض في تفاصيل.
ومع امتداد الفوضى من الشوارع إلى الأسواق جراء الاستيلاء على السلطة، قالت مصادر إن البنك المركزي الإقليمي ألغى خططاً لإصدار النيجر سندات بقيمة 30 مليار فرنك إفريقي (51 مليون دولار) عقب توقيع عقوبات على النيجر، وكان من المقرر إصدار السندات، اليوم الإثنين، في سوق الدين الإقليمي بغرب إفريقيا.
وتأتي التطورات في وقت قوبل فيه الانقلاب العسكري في النيجر بإدانة واسعة النطاق من جيرانها وشركائها الدوليين الذين رفضوا الاعتراف بالزعماء الجدد وطالبوا بإعادة بازوم إلى السلطة.
إحراق العلم الفرنسي
وعلى أثر الانقلاب، فرضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، الأحد، عقوبات على النيجر، من ضمنها وقف جميع المعاملات المالية وتجميد الأصول الوطنية، وقالت إنها قد تستخدم القوة لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة، بعد أن احتجزه أفراد من حرسه في قصره يوم الأربعاء.
وكان من المتوقع أن تصدر النيجر، وهي واحدة من أفقر دول العالم وتعتمد إلى حد بعيد على المساعدات والتمويل الخارجي، سندات في السوق الإقليمية مرتين يومي السابع و17 أغسطس/آب، إضافة إلى إصدار يوليو/تموز الذي أُلغي، بحسب جدول الإصدار التابع لهيئة إدارة الدين الإقليمية.
وأمس الأحد، اتهم المجلس العسكري فرنسا بالتخطيط لتنفيذ عملية لتحرير بازوم.
ولم تؤكد وزارة الخارجية الفرنسية الاتهام أو تنفه، لكن باريس تعترف ببازوم على أنه ممثل السلطة الشرعية الوحيدة في النيجر، وتركز على حماية رعاياها ومصالحها هناك.
وسبق أن حذَّر المجلس العسكري من أي محاولة خارجية لتحرير بازوم، قائلاً إنها ستؤدي إلى إراقة الدماء والفوضى.
وجاء الانقلاب العسكري بالنيجر في أعقاب سيطرة الجيشين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين على السلطة في العامين الماضيين، ووقعت الانقلابات الثلاثة وسط موجة من المشاعر المعادية لفرنسا. ويتزايد ميل بوركينا فاسو ومالي نحو روسيا بوصفها حليفاً.
وأحرق أنصار المجلس العسكري، الأحد، أعلاماً فرنسية وهاجموا السفارة الفرنسية في نيامي عاصمة النيجر أمس الأحد، مما دفع الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع.
وقال قادة الانقلاب الذين عينوا الجنرال تياني، القائد الأسبق للحرس الرئاسي، رئيساً للدولة، إنهم أطاحوا ببازوم بسبب ضعف الحوكمة والسخط على طريقة تعامله مع تهديدات الإسلاميين المتشددين.
وأثار الانقلاب مخاوف على أمن منطقة الساحل الإفريقي المحيطة. وتملك الولايات المتحدة وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ودول غربية أخرى قوات في النيجر، وتعمل مع الحكومة على قتال فصائل مسلحة تابعة لتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.
وأجج احتلال النيجر المركز السابع في قائمة أكبر منتجي اليورانيوم في العالم مخاوف الغرب من الانقلاب. واليورانيوم معدن مشع يستخدم في مجالات الطاقة النووية وعلاج السرطان.