حذَّر تومر بار، قائد القوات الجوية الإسرائيلية، الجمعة 28 يوليو/تموز 2023، من مخاطر أمنية بعد التصويت على التعديلات القضائية، لافتاً إلى أن "أعداء إسرائيل" قد يستغلون هذه الأزمة السياسية، في حين تلقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحذيرات استخباراتية من تبعات أمنية خطيرة للانقلاب القضائي.
بار أشار إلى أن قواته يتعين عليها البقاء "يقظةً ومتأهبةً" بعد أن أقر البرلمان، الإثنين، أول تعديل في خطة نتنياهو التي أثارت جدلاً واسع النطاق، على الرغم من الاحتجاجات التي عمَّت إسرائيل ومآخذ البيت الأبيض. ويلغي التعديل صلاحية إبطال المحكمة العليا قرارات تعتبرها "غير معقولة" للحكومة والوزراء.
وفي كلمة لقوّاته بحسب بيان نُشر الجمعة، قال بار: "من الممكن في وقت كهذا أن يحاولوا (أعداء إسرائيل) اختبار الحدود وتماسكنا ويقظتنا. يجب أن نظل متيقظين ومتأهبين، وأنا متأكد من أننا سنفعل". ولم يخض في تفاصيل.
وأثارت خطط نتنياهو والحكومة اليمينية بشأن التعديلات القضائية احتجاجات غير مسبوقة، مستمرة منذ سبعة أشهر، وأدت إلى انقسام شديد في المجتمع الإسرائيلي، وهزت التزام بعض جنود الاحتياط بالاستجابة لأوامر الاستدعاء.
ويتهم المحتجون نتنياهو بالعمل على الحد من استقلال المحكمة رغم دفعه ببراءته في محاكمة فساد. وقال إيرن شوارتز، وهو أحد قادة المظاهرات، إن الاحتجاجات ستتواصل السبت 29 يوليو/تموز.
خطابات استخباراتية
ومع تصاعد الأزمة بعد التصويت الذي جرى الإثنين الماضي، ذكر موقع واي.نت نيوز الإسرائيلي أن نتنياهو تلقى أربعة خطابات على الأقل، من المخابرات العسكرية تحذّر من تبعات أمنية خطرة بسبب التعديلات القضائية.
ووفقاً لهذا التقرير، فقد قال مسؤولون كبار في المخابرات إن أعداء إسرائيل، خاصةً إيران وجماعة حزب الله التي تدعمها في لبنان، يعتبرون الأزمة نقطة ضعف تاريخية.
وأجرى نتنياهو عدة مقابلات مع وسائل إعلام أمريكية، دافع فيها عن القانون الجديد الذي يلغي سلطة المحكمة العليا في إبطال ما تعتبره قرارات "غير معقولة" من الحكومة والوزراء، وقلل من شأن أي تأثير على الأمن.
من جهته، أضاف يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، صوته الجمعة إلى مجموعة صغيرة لكنها تتزايد، من أعضاء حزب ليكود بزعامة نتنياهو والذين يعبرون عن استيائهم من خطوة رئيس الوزراء التي تمت يوم الإثنين والتي وصفها بعض المنتقدين بأنها رضوخ للمتشددين في الائتلاف الحاكم.
وقال إدلشتاين في برنامج مقابلة مع الصحافة على القناة 12 الإسرائيلية، في مقتطف من المقابلة أذيع اليوم الجمعة: "أعترف بالأخطاء" في كيفية التعامل مع تصويت يوم الإثنين. وأضاف: "ليس لديَّ مخاوف جوهرية إزاء القانون الذي صوتُّ لصالحه (يوم الإثنين)، لكن يتعين تعلُّم دروس للمستقبل".
حرب أهلية
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف، وهي إحدى الصحف الإسرائيلية الرائدة، أن 58% من الإسرائيليين يخشون نشوب حرب أهلية، ويعتقد 36% أن الشيء الصحيح الذي يتعين فعله هو أن تُوقف الحكومة التشريع القضائي فوراً، مقارنة مع 22% قالوا إنه يجب دعمه بشكل أحادي.
وقال محتجون إن عدداً متزايداً من جنود الاحتياط قرروا التوقف عن الخدمة؛ للتعبير عن معارضتهم. وأقر الجيش بوجود زيادة في طلبات الامتناع عن الخدمة، وقال إن ذلك سيلحق الضرر تدريجياً بالاستعداد للحروب إذا طال أمده.
وتقدمت مجموعات مراقبة سياسية بطعن أمام المحكمة العليا لإلغاء القانون الجديد، مما يمهد الطريق لمواجهة بين أفرع الحكومة عندما تستمع المحكمة إلى الحجج المقدمة ضد القانون في سبتمبر/أيلول المقبل.
لكن الصراع القانوني سيبدأ يوم الخميس المقبل، على أقرب تقدير، عندما تنظر المحكمة العليا التماساً ضد مشروع قانون للائتلاف تم التصديق عليه في مارس/آذار. ويقلص هذا القانون الظروف التي يمكن بموجبها عزل رئيس الوزراء من منصبه.