قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للزعماء الأفارقة، الجمعة 28 يوليو/تموز 2023، إن موسكو تحترم اقتراحهم للسلام مع أوكرانيا وتدرسه بعناية، في المقابل قال رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستان آركانج تواديرا، إن علاقات بلاده مع روسيا ساعدتها على إنقاذ ديمقراطيتها وتجنب حرب أهلية.
وأشار بوتين، في قمة روسية إفريقية، إلى أن روسيا ستزيد الإمدادات الغذائية لإفريقيا، بما في ذلك بعض شحنات الحبوب المجانية التي أعلن عنها في وقت سابق، مضيفاً أن بلاده مهتمة بتنمية التعاون العسكري مع القارة.
وقدم الزعماء الأفارقة مبادرتهم للسلام الشهر الماضي إلى كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لكنها لم تنل تأييد أي من الجانبين.
واستقبلها بوتين في البداية بذكر قائمة من الشكاوى الروسية من أوكرانيا والغرب، بينما رفض زيلينسكي فكرة وقف إطلاق النار تظل موسكو معه مسيطرة على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا ويمنح القوات الروسية الوقت لإعادة تنظيم صفوفها.
دعم روسي لإفريقيا
وفي اليوم الثاني من القمة، قال بوتين إن روسيا مستعدة لتزويد إفريقيا ببعض الأسلحة مجاناً لتعزيز الأمن في القارة والعمل بشكل أوثق مع أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات الإفريقية.
وأضاف أن بلاده ستزيد الصادرات الزراعية وستظل مورداً للغذاء يمكن الاعتماد عليه. وذكر أن موسكو ألغت ديوناً بقيمة 23 مليار دولار، دون أن يوضح الفترة الزمنية أو يحدد الدول المعنية.
من جانبه، قال رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستان آركانج تواديرا، إن علاقات بلاده مع روسيا ساعدتها على إنقاذ ديمقراطيتها وتجنب حرب أهلية.
وتدخل مقاتلون روس، كثير منهم من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، لصالح الحكومة في 2018 لإخماد حرب أهلية كانت مندلعة منذ عام 2012.
وقال السفير الروسي لدى جمهورية إفريقيا الوسطى في فبراير/شباط إن 1890 "مدرباً روسياً" موجودون هناك.
كما وصلت فرقة من مجموعة فاغنر إلى جمهورية إفريقيا الوسطى هذا الشهر للمساعدة في تأمين استفتاء دستوري سيجرى في 30 يوليو/تموز.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، شركاءه الأفارقة في سانت بطرسبرغ، في إطار قمة روسية إفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة أثارها تخلِّي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين أطنان الحبوب الأوكرانية.
وأكد الرئيس الروسي بوتين أن العلاقات التجارية مع البلدان الإفريقية شهدت نمواً، وزاد معدل مبيعات السلع بنسبة 35% تقريباً، على الرغم من الوباء والعقوبات.
من جهته، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، في كلمة خلال القمة ذاتها، عن "امتنانه لدعم روسيا القضايا الإفريقية في المنتديات الدولية، لا سيما مساندتها أمام مجلس الأمن"، مضيفاً: "لا ننسى دور روسيا في دعم إفريقيا للتحرر من الاستعمار والفصل العنصري".
قمة روسيا – إفريقيا
وانطلقت، الخميس، النسخة الثانية من قمة "روسيا – إفريقيا" في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ودول القارة السمراء، والارتقاء بها لمستوى جديد.
وتنعقد القمة يومي 27 و28 يوليو/تموز الجاري، حيث يشارك فيها عدد من قادة الدول الإفريقية، وفي مقدمتهم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا.
من جهته، أكد مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، في تصريح صحفي، مشاركة 49 دولة إفريقية من أصل 54 في القمة، حسب المصدر نفسه.
وكان بوتين قد قال، في رسالة ترحيب بعثها إلى المشاركين، ونُشرت الأربعاء على موقع الكرملين: "نعتزم مواصلة تطوير" التعاون مع الدول الإفريقية.
وقالت رئاسة جنوب إفريقيا، في بيان الأربعاء، إن القادة سيناقشون مع بوتين إجراءات لإيجاد "ظروف مواتية لفتح طريق نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا".