نشرت جريدة الخبر الجزائرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، 27 يوليوز/تموز 2023، خبراً في صفحتها الأولى عنونته بـ"أبوظبي.. عاصمة التخلاط"، وهي الجملة التي تعني بالجزائرية: "أبوظبي.. عاصمة الفتنة".
وقالت الجريدة في خبرها إن "ورثة الشيخ زايد، حوّلوا بلادهم إلى وسيط لدى الكيان الصهيوني، وسخّروا إمكانات مالية ومادية ضخمة من أجل محاولة زعزعة أمن واستقرار المنطقة، لا سيما الجزائر".
لماذا جريدة الخبر؟
تُعتبر جريدة "الخبر"، التي خصصت "مانشيت" عن "عداء الإمارات للجزائر"، من وسائل الإعلام المقربة من السلطات الجزائرية، بعد أن كانت من بين أكبر الجرائد المعارضة في البلاد قبل 2020.
وعادة ما تكشف الصحيفة، الناطقة باللغة العربية والأكبر في البلاد، عن أخبار حصرية استناداَ إلى مصادر في رئاسة الجمهورية، ورغم ذلك تتذبذب أحياناً علاقاتها مع السلطة بسبب المواضيع الحقوقية، لكنها سرعان ما تعود إلى سابق عهدها.
ويُغدَق على جريدة الخبر الجزائرية بالإعلانات الحكومية، كنوع من الدعم نظير تغيير خطها التحريري خلال السنوات القليلة الماضية.
مصادر إعلامية أكدت لـ"عربي بوست" أن الصحف الكبرى في الجزائر، لا يمكنها تناول مواضيع حساسة تخص السياسة الخارجية، كالذي نشرته "الخبر" بشأن الإمارات دون إيعاز أو العودة إلى أصحاب القرار.
اتهامات جزائرية للإمارات
قالت جريدة الخبر، في خبرها الذي خصصت له صفحة كاملة، إن الإمارات تمارس ضغطاً رهيباً على موريتانيا لجرها للتطبيع مع إسرائيل، مؤكدة عبر مصادرها سفر وزير الدفاع الموريتاني إلى إسرائيل في الفترة الماضية عبر إمارة دبي في رحلة أشرف عليها مسؤولون إماراتيون.
وحسب الجريدة، فإن حكام الإمارات يسعون إلى التواجد عبر منطقة الساحل، عن طريق الأموال التي تتدفق عبر ليبيا، التي عمليات يُسيّرها نجل اللواء خليفة حفتر، الذي يقود بدوره عملية إغراق الجزائر بالمخدرات المهلوسة.
واعتبر المصدر نفسه أن الإمارات تسعى أيضاً لاستمالة تونس، واستغلال وضعها الاقتصادي السيئ، واقترحت أبوظبي مساعدات مالية على قصر قرطاج شرط التطبيع مع إسرائيل وقطع العلاقة مع الجزائر.
وعرفت العلاقات الجزائرية التونسية في الأشهر الأخير تقارباً استثنائياً، تكلل بتبادل الزيارات بين عبد المجيد تبون وقيس سعيد، هذا الأخير الذي استقبل زعيم جبهة البوليساريو بصفته "رئيس الجمهورية الصحراوية" في قمة اليابان إفريقيا.
التجسس لصالح المغرب
في نفس الخبر، قالت جريدة الخبر، استناداً إلى مصادرها، إن الإمارات زوّدت المغرب بنظام التجسس على الجزائر، عن طريق برنامج تجسس إسرائيلي جديد طوّرته شركة "كوادريم"، موجّه لاختراق هواتف المسؤولين والصحفيين في 10 دول.
وجاء في الخبر أن "كراهية نظام دولة الإمارات العربية المتحدة للجزائر ازدادت في الفترة الأخيرة، والمسؤولون الإماراتيون مصرون على مساعدة المغرب، قلباً وقالباً، والوقوف إلى جانب نظام المخزن لإيذاء الجزائر بأي طريقة".
والمعروف أن الود لم يزر العلاقات الجزائرية المغربية، بسبب أزمة الصحراء التي يعتبرها المغرب جزءاً من أراضيه، والجزائر تطالب بانفصالها عن المملكة لصالح جبهة البوليساريو التي تنال دعم قصر المرادية.
وقبل أسابيع قليلة، كانت جريدة النهار الإلكترونية قد نشرت خبراً مفاده أن الجزائر تمهل سفير الإمارات لديها 24 ساعة لمغادرة البلاد، بسبب ثبوت تورّط بلاده في التجسس ضد الجزائر".
وفي تفاصيل الخبر الكاذب، جاء أن "الجزائر تطلب من السفير الإماراتي مغادرة التراب الوطني، ومنحه مهلة 48 ساعة، بعد توقيف 4 جواسيس إماراتيين كانوا يتخابرون لفائدة جهاز الموساد الإسرائيلي".
بعد دقائق قليلة حذفت الجريدة، التي تُعتبر من أهم وسائل الإعلام في الجزائر، الخبر دون توضيح، وصدر بعدها قرار يقضي بإقالة وزير الاتصال الوزير بوسليماني، وصدر بيان للخارجية الجزائرية.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: "ينفي الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية نفياً قاطعاً ما تم نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من أخبار كاذبة حول طلب الوزارة من السفير الإماراتي مغادرة التراب الجزائري".