تصاعدت التحذيرات بشأن التطور المتسارع الذي يعرفه الذكاء الاصطناعي، حيث قال ثلاثة من قادة الذكاء الاصطناعي المؤثرين، إن ذلك قد يؤدي إلى أضرار جسيمة خلال السنوات القليلة المقبلة، تضاهي الإرهابيين الذين يستخدمون التكنولوجيا لصنع أسلحة بيولوجية، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الأربعاء 26 يوليو/تموز 2023.
خلال شهادتهم في جلسة استماع بالكونغرس، الثلاثاء 25 يوليو/تموز، قال أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة مونتريال والمعروف بأحد آباء علوم الذكاء الاصطناعي الحديثة، يوشوا بنغيو، إن الولايات المتحدة يجب أن تقود خطط التعاون الدولي لتقنين واستخدام الذكاء الاصطناعي وتنظيم استخدام التكنولوجيا النووية على مستوى العالم.
بينما حذّر الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، داريو أمودي، من أن الخوف من هذه التقنية المتطورة يكمن في إمكانية استخدامه لإنتاج فيروسات خطيرة وأسلحة بيولوجية أخرى في أقل من سنتين.
فيما قال أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ستيوارت راسل، خلال جلسة استماع اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، إن الذكاء الاصطناعي من الصعب فهمه والتحكم في طريقة عمله بشكل كامل مقارنة بالتقنيات التكنولوجية الأخرى.
أضاف بنغيو أنه فوجئ مؤخراً مثل العديد من الآخرين بالتطور الهائل الذي حققته أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي"، لكن الإطار الزمني السريع لهذا التطور هو ما يستدعي القلق.
صحيفة "واشنطن بوست" قالت إن جلسة الاستماع أظهرت حجم المخاوف بشأن تجاوز الذكاء الاصطناعي للذكاء البشري والخروج عن نطاق السيطرة لإلحاق الضرر بالبشرية، والذي قد أصبح واقعاً وليس خيالاً علمياً.
لكن في الأشهر الستة الماضية، بدأ عدد من الباحثين البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بنغيو، بالتحرك لتحذير العالم من المخاوف المصاحبة له، وحث السياسيون على ضرورة الانتباه لهذه التهديدات باعتبارها أحد الأسباب التي تجعل الحكومات بحاجة إلى إصدار تشريعات.
وفقاً لوكالة "رويترز"، تعقد جلسة الاستماع بعد أيام من قيام شركات التكنولوجيا بما في ذلك "أوبن إيه آي"، و"ألفابيت" التابعة لجوجل، و"ميتا" بالتزامات طوعية للبيت الأبيض، الأسبوع الماضي، لتنفيذ تدابير مثل وضع علامة مائية على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في جعل التكنولوجيا أكثر أماناً.