قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد 23 يوليو/تموز 2023، إن "مصر اجتازت أحداثاً تاريخية كبرى من "الفوضى وعدم الاستقرار"، من 2011 إلى 2014″، وذلك في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الـ71 لثورة 23 يوليو/تموز 1952، التي أنهت الحكم الملكي بالبلاد.
وتجاهل السيسي في خطابه الأزمة الاقتصادية التي تضغط على مصر، وحالة الغضب التي تنتاب الشارع المصري منذ أيام جراء انقطاع التيار الكهربائي مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
وقال السيسي: "بعد 70 عاماً على تأسيس الجمهورية ومع تغير طبيعة الزمن وتحدياته واجتياز الوطن لأحداث تاريخية كبرى خلال السنوات من 2011 إلى 2014، وفترة عصيبة من الفوضى وعدم الاستقرار هددت وجود الدولة ذاته ومقدرات شعب مصر كان لزاماً أن نفكر بجدية في المستقبل وفي الجمهورية الجديدة التي تمثل التطور التاريخي لمسيرتنا الوطنية".
وفي يناير/كانون الثاني 2011، شهدت مصر ثورة أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وأول انتخابات حقيقية لانتخاب رئيس، فاز بها الرئيس الراحل محمد مرسي، قبل أن ينقلب عليه السيسي في عام 2013، وكان حينها قائداً للجيش.
وأكد الرئيس المصري أن "أسس وقيم الجمهورية الجديدة تبنى على سابقتها، ولا تهدمها، وتضيف إليها، ولا تنتقص منها، تقوم على أولوية الحفاظ على الوطن وحمايته، ووحدة الجبهة الداخلية، وسط واقع دولي وإقليمي، يتزايد تعقيده واضطرابه على نحو غير مسبوق".
ومطمئناً المصريين بشأن الأوضاع بالبلاد، قال الرئيس المصري: "نعلم أن شعبنا العظيم تحمل الكثير وضرب المثل في الصبر والصـمود أمام أزمات عديدة".
وأضاف: "نطمئنكم أن الدولة تبذل أقصى ما في الجهد والطاقة، بلا كلل لتوفير فرص عمل جديدة ومتميزة وزيادة الدخل للمواطنين وإقامة مسارات جديدة لتطور ونمو الاقتصاد".
وتابع: "ونطمئن الشعب أن جميع الأصوات الجادة مسموعة لما يحقق صالح الوطن ويسهم في بناء المستقبل والواقع الجديد الذي نطمح إليه ونعمل من أجله مخلصين النية لله والوطن".
أزمة انقطاع الكهرباء
ويسود الشارع المصري حالة من الغضب منذ أيام انقطاع التيار الكهربائي مع ازدياد درجات الحرارة، حيث عبّر الملايين من المصريين عن غضبهم ودهشتهم من انقطاع الكهرباء في ظل معاناة يواجهونها في فصل الصيف، وهو ما دونوه في تغريداتهم وتعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
السلطات من جانبها وفي محاولة منها لتوضيح الأمر واحتواء الغضب الشعبي أعلنت على لسان الشركة القابضة لكهرباء مصر ووفق ما نشرت وسائل إعلام محلية خطة عاجلة لحل أزمة الانقطاعات نتيجة نقص الوقود لتخفيف العبء على المواطنين لحين عودة شبكة الغاز لقوتها، وبالتالي عودة الشبكة القومية للكهرباء للعمل بكامل طاقتها، وتضمنت الخطة عدة محاور أهمها ألا يتخطى زمن العطل ساعة واحدة على المشترك.
حيث كشف مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الشركة القابضة لكهرباء مصر، وضعت خطة محكمة لتخفيف العبء على المواطنين وتقليل زمن الانقطاعات الناتجة عن تخفيف الأحمال بسبب نقص الوقود، كاشفاً أن ضخ الغاز لمحطات الكهرباء بدأ يشهد انفراجة.
وأوضح المصدر أن خطة رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر تضمنت تعليمات مشددة لرؤساء شركات توزيع الكهرباء الـ9 على مستوى الجمهورية بفصل التيار بالتناوب بدءاً من منتصف الليل حسب الحاجة، وألا تتعدى مدة الفصل ساعة متواصلة.
وقال المصدر إن هذه الخطة الهدف منها تخفيف الأعباء على المواطنين في ظل الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، لافتاً إلى أن المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر أصدر تعليمات مشددة لرؤساء شركات توزيع الكهرباء الـ9 على مستوى الجمهورية بعدم تخفيف الأحمال على منطقة أو محافظة بعينها لأكثر من ساعة متواصلة، وذلك لحين انتهاء أزمة نقص الوقود.
كان أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أكد أنه من المتوقع انتهاء أزمة تخفيف الأحمال على الشبكة من خلال قطع التيار الكهربائي على المشتركين نتيجة نقص الوقود، منتصف الأسبوع الجاري لتعود معها الشبكة القومية للكهرباء لطبيعتها.
في حين ذكرت صحيفة الأهرام أن مواعيد الحاجة إلى فصل التيار تختلف من شركة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى، إلا أن توقيت الفصل في حال الحاجة إليه موحد وثابت على رأس الساعة ووفقاً لتوقيتات محددة وحاجة كل شركة إلى الفصل.
وقالت مصادر بقطاع الكهرباء للأهرام إنه لن يتم فصل التيار في أي منطقة خارج هذه التوقيتات، مشيرة إلى أن تخفيف الأحمال يتم بالتناوب بين المناطق المختلفة، بعيداً عن المرافق والمناطق الحيوية.
وعلى مواقع التواصل، عبر البعض عن غضبهم من الانقطاعات المتكررة حتى إن رجل الأعمال المصري المعروف نجيب ساويرس قد عبر عن سخريته من انقطاع الكهرباء في مصر من خلال تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر.