قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة 21 يوليو/تموز 2023، إن الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم مع روسيا "يجلب الحرب وليس السلام"، مؤكداً أن الجسر هو هدف عسكري مشروع، في حين أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديمها حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار.
زيلينسكي قال في حديثه عبر دائرة تلفزيونية إلى مؤتمر "آسبن" الأمني في الولايات المتحدة، إن الجسر البري وخط السكك الحديدية، اللذين بنتهما روسيا ودخلا الخدمة في عام 2018 "لم يكونا مجرد طريق لوجستي".
أضاف زيلينسكي أن "هذا هو الطريق الذي يستخدم لتغذية الحرب بالذخيرة، ويتم ذلك بشكل يومي. وهو يسلح شبه جزيرة القرم"، وتابع: "بالنسبة لنا، من المفهوم أن هذه منشأة للعدو مبنية خارج القوانين الدولية وجميع القواعد المعمول بها، لذلك من المفهوم أن هذا هدف لنا. والهدف الذي يجلب الحرب وليس السلام يجب تحييده".
كانت قد أدت انفجارات على جسر القرم يوم الإثنين الماضي، إلى مقتل اثنين من المدنيين وإخراج جزء من الجسر البري عن الخدمة، بعد أن عاد في الآونة الأخيرة إلى العمل بكامل طاقته، عقب تعرضه لأضرار جسيمة في هجوم مماثل وقع في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
رحبت أوكرانيا بهجوم يوم الإثنين الماضي، لكن المسؤولين لم يعلنوا مسؤوليتهم مباشرة، وألقت موسكو باللوم على أوكرانيا.
في هذا الصدد، ورداً على أحد الأسئلة نفى زيلينسكي أي صلة بين الهجوم وانسحاب روسيا الأسبوع الماضي من اتفاق تدعمه الأمم المتحدة لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وقال إن روسيا عرقلت تشغيل ممر الحبوب منذ البداية.
ذكر زيلينسكي أن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره للجيش الأوكراني، والذي بدأ الشهر الماضي، استغرق بعض الوقت للاستعداد، لأن القوات الروسية أقامت عدة خطوط دفاعية ونشرت ألغاماً على نطاق واسع في الأراضي الأوكرانية، مضيفاً أن "أوكرانيا لا تتراجع. إنها تحرر أراضيها تدريجياً، وهو أمر مهم للغاية".
كانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وتريد كييف استعادتها في الوقت الذي تقاوم فيه الغزو الروسي الشامل، الذي بدأ في فبراير/شباط 2022.
دعم جديد لأوكرانيا
في موازاة ذلك، قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين، الجمعة 21 يوليو/تموز 2023، إن الولايات المتحدة تعتزم الإعلان في وقت قريب جداً، وقد يكون الثلاثاء القادم، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار.
تتضمن المساعدات بشكل رئيسي عتاد مدفعية وصواريخ دفاع جوي ومركبات، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه كييف هجومها المضاد.
اثنان من المسؤولين، اللذان تحدثا لوكالة رويترز مشترطين عدم الكشف عن هويتهما، قالا إن القنابل العنقودية غير مدرجة في حزمة المساعدات.
سبق أن أرسلت الولايات المتحدة ذخائر تقليدية محسنة ثنائية الغرض إلى أوكرانيا في وقت مبكر من يوليو/تموز 2023، وهي قنابل عنقودية تُطلق من مدفع هاوتزر عيار 155 ملليمتراً.
أشار المسؤولون إلى أن الحزمة تتضمن عدداً من ناقلات الجند المدرعة من طراز سترايكر، وعتاداً للتخلص من الألغام وذخائر لأنظمة صواريخ (ناسامس) وهي صواريخ سطح-جو، وذخائر لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس) وأسلحة مضادة للدبابات، منها (تو) و(جافلين) وذخيرة لأنظمة باترويوت وستنجر المضادة للطائرات.
لفت المسؤولون أيضاً إلى أنه لم يتم الانتهاء من الحزمة بعد وقد تتغير بنودها، وهذه الحزمة تمولها آلية سلطة السحب الرئاسي التي تخول الرئيس إرسال مواد وخدمات من المخزون الأمريكي دون موافقة الكونغرس في حالات الطوارئ. وهذه المواد من فائض المخزون الأمريكي.
تُعد حزمة المساعدة الأمنية هذه هي الثالثة والأربعين التي وافقت عليها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، ليزيد إجمالي هذه المساعدات عن 41 مليار دولار.