“متورطة بالفساد في عهد بوتفليقة”! موقع استخباراتي: تبون يتحاشى شركات صينية خلال زيارته لبكين

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/20 الساعة 20:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/20 الساعة 20:35 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني شي جين بينغ يصافح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون/رويترز

يتطلع الزعيم الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يقوم بزيارةٍ رسمية للصين منذ 17 يوليو/تموز 2023، بدعوة من شي جين بينغ، إلى تعزيز شراكة بلاده الاستراتيجية مع الصين، لكنه حريص كذلك على تجنب منح العقود لشركات صينية رائدة كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بدوائر أعمال تجار السيارات في ظل نظام الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة. 

بحسب موقع Africa Intelligence الخميس 20 يوليو/تموز 2023، فقد وضع مكتب الرئيس الجزائري قائمة بالعديد من هذه الشركات، وطُرِحَ الموضوع مع السفير الصيني لدى الجزائر، لي جيان، قبل زيارة تبون للصين. 

من بين تلك الشركات، شركة هندسة البناء الحكومية الصينية، التي من خلال فرعها في الجزائر لا تزال تأمل الفوز بعقد بناء ميناء الحمدانية العملاق في شرشال، وهو أحد المشاريع الرئيسية التي نوقِشَت خلال زيارة الرئيس. 

في عام 2016، حصلت الشركة على عقد بناء ميناء بقيمة 3 مليارات دولار تقريباً من قبل حكومة رئيس الوزراء آنذاك عبد المالك سلال، لكن بعد أربع سنوات، ومع فشل العمل وسط شبهات بالفساد، ألغت إدارة تبون العقد. ومنذ ذلك الحين، أدانت المحاكم سلال عدة مرات، وسُجِنَ بتهم الفساد وغسيل الأموال والجرائم بموجب تشريع عقود القطاع العام. 

ورغم إدراجها في القائمة السوداء للبنك الدولي لمدة ست سنوات في عام 2009، فازت شركة هندسة البناء الحكومية الصينية بعقود للقطاع العام بقيمة عدة مليارات من الدولارات في الجزائر، وضمن ذلك بناء صالات المطار والمسجد الكبير بالجزائر العاصمة، علاوة على طرق وفنادق واستاد وحُرُم جامعية ومبانٍ الرسمية. وكان من بين شركائها المحليين مجموعة حداد، المملوكة للرئيس السابق للهيئة الوطنية لأصحاب العمل، علي حداد، الذي أُدينَ أيضاً بالفساد والاختلاس، من بين تهمٍ أخرى، وحُكِمَ عليه بالسجن. 

شراكات قديمة 

الرئيس الجزائري تبون، الذي يحاول الآن استرداد مليارات الدولارات التي اختلسها النظام السابق، حريص على النأي بنفسه عن الشركات الصينية المتورطة في هذه المعاملات المشبوهة، ومن بينها شركة CITIC

في الجزائر، اعتمدت هذه الشركة، من بين شركات أخرى، على الإخوة كونيناف، الذين حُكِمَ عليهم بأحكام طويلة بالسجن منذ ذلك الحين. فازت الشركة بعقود لتمويل العديد من العقود المثيرة للجدل، لا سيما لبناء الطرق. وشمل ذلك الطريق السريع بين الشرق والغرب، والذي كان في قلب فضيحة اشتُبِهَت فيها CITIC بدفع عمولات للمسؤولين. في عام 2021، انسحبت المجموعة أخيراً من مشروع تعدين الفوسفات العملاق في مدينة تبسة، شرقي الجزائر، والذي كانت الشركة قد استطاعت من خلاله أن تكون محل اهتمام كبير. 

ويعتزم تبون السفر من بكين إلى شينزين، حيث من المقرر أن يزور المقر الرئيسي لمجموعة هواوي. وكانت الشركة العملاقة في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية متورطة في عددٍ من القضايا القضائية التي تنطوي على ترتيبات خارج البورصة مع نظام بوتفليقة. 

في عام 2022، حاول فيليب وانغ، نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي بشمال إفريقيا، أن يعقد اجتماعاً مع مستشاري ووزراء تبون. ومع ذلك، فقد فشلت محاولته، وقد أثارت جهوده استياء إيسون يي، رئيس شركة هواوي للاتصالات في الجزائر، وكذلك الإدارة في مقر الشركة، إذ يعتبر هؤلاء الجزائر سوقاً رئيسية. وتعمل هواوي مع مشغلي الاتصالات والوزارات والجهات الفاعلة في القطاع العام مثل شركة النفط سوناطراك

تحميل المزيد