سُرّب مقطع فيديو لاجتماع سري، الأربعاء، 19 يوليو/تموز 2023، لرئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، جمعه بشخصيات بارزة أخرى في حزب "الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد)، وتضمن الاجتماع حديثاً للتحرك ضد رئيس الحزب، كمال كليجدار أوغلو، بهدف إبعاده عن منصبه، ويُتوقع أن يُحدث التسجيل المسرب هزّة داخل الحزب، الذي تتعالى أصوات بداخله لتغيير قيادته.
وسائل إعلام تركية نشرت مقطع الفيديو المسرّب للاجتماع الذي تم عبر برنامج "زووم"، وقالت صحيفة "صباح" التركية إن "الأسماء المهمة لحزب الشعب الجمهوري وأعضاء مجلس الحزب قد اتخذوا إجراءات واضحة ضد كليجدار أوغلو".
بحسب الصحيفة، فإن "الفيديو المُسرب للاجتماع نُشر على موقع يوتيوب، ومن غير المعروف من سجَّل صور الاجتماع الذي أُجرِيَ على الإنترنت، والذي عُقِدَ برئاسة إمام أوغلو، وقرر إطاحة كليجدار أوغلو".
يقول أوغلو خلال حديثه مع شخصيات بارزة في حزب "الشعب الجمهوري": "وضعنا خططنا بشأن العديد من القضايا، وقررنا إرساء الأساس للعملية البرلمانية للحزب، حيث سيكون تمهيداً بما يتعلق بمرحلة الإقالة، خاصة في التشكيلات".
أضاف أوغلو: "ثانياً؛ فيما لو كان من الممكن عقد اجتماع بديل عن المؤتمر الحزبي، أو تهيئة الأجواء لذلك؟ بحسب المعلومات لدينا، فهناك حديث عن هيئة، وستكون أساساً لاستشراف المرحلة القادمة، كما ستكون هناك دراسة بشأن هذا الموضوع".
وصفت صحيفة "صباح" التركية الاجتماع بأنه "اجتماع انقلاب"، في إشارة للانقلاب على رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو، وأشارت إلى أن إمام أوغلو قال للأسماء التي حضرت الاجتماع: "نتيجة لذلك تكون عملية التجمع الحزبي تسير بشكل متوازن. وقد تنتقل إلى النطاق العملي يوم الأربعاء أو الخميس".
من جانبها، أفادت صحيفة "يني شفق" بأن إمام أوغلو شكل فريق "التغيير (أ)"، وأوضحت أن إمام أوغلو لفت إلى ضرورة عقد مؤتمر استثنائي لحزب الشعب الجمهوري دون مشاركة كليجدار أوغلو، وقال: "لقد رسمنا خططاً أولية حول بعض الأمور، وأبدينا عزمنا على إعادة هيكلة مجلس الحزب".
أوغلو تطرق أيضاً إلى خطة العمل التي رسمها، وقال: "هل يمكننا الإعداد لعقد مؤتمر استثنائي بديل لحزب الشعب الجمهوري؟ وهل سنخرج بالنتائج المرجوة؟ وهل ثمة أرضية مواتية لذلك؟ كنا قد تحدثنا عن تشكيل لجنة من خلال المعطيات التي بين أيدينا، وسنحظى بدعم بعض الزملاء من الحاضرين هنا، ومن غير الحاضرين، لوضع خطة عمل، ويمكنني القول إنه تم اتخاذ بعض الخطوات في سبيل ذلك".
وعقب خسارة كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي أُجريت في مايو/أيار 2023، والتي فاز فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعالت أصوات داخل حزب "الشعب الجمهوري" بضرورة مغادرة كليجدار أوغلو لمنصبه.
إمام أوغلو من أبرز الدعاة للتغيير داخل قيادة حزب "الشعب الجمهوري"، ودعا إلى ضرورة التغيير على صعيد حزبه، مشدداً على أن "الشعب يطلب ذلك"، بحسب تصريحات صحفية له، الأربعاء، 6 يونيو/حزيران 2023، نقلتها صحيفة "حرييت" التركية.
أضاف أوغلو أن حزب "الشعب الجمهوري" الذي ينتمي إليه، ويقوده كليجدار أوغلو "خسر 3 انتخابات رئاسية خلال 9 أعوام"، مضيفاً: "لا يمكننا بعد هذه الانتخابات ممارسة السياسة نفسها ومواصلة خطأ السير على ذات الطريق".
ويواجه كليجدار أوغلو، انتقادات بعد إخفاقه في اغتنام الفرصة لهزيمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات، وبات كليجدار أمام تساؤلات تتحدث عن قدرته على القيادة، فضلاً عن وجود تحدٍّ يتمثل في الحفاظ على تحالف المعارضة قبل الانتخابات البلدية العام المقبل.