قالت وكالة رويترز، مساء الأربعاء 19 يوليو/تموز 2023، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أصدر عفواً عن الباحث الحقوقي باتريك زكي والمحامي محمد الباقر، وذلك وفقاً لما نقلته الوكالة عن محاميَين ومصدر بالرئاسة المصرية.
وأثار الحكم الذي صدر الثلاثاء 18 يوليو/تموز 2023، بالسجن ثلاث سنوات على باتريك زكي الباحث الحقوقي الذي كان يدرس في إيطاليا واتُّهم بنشر معلومات كاذبة، موجة غضب في مصر، دفعت سياسيين إلى الانسحاب من جلسات "الحوار الوطني".
وأُلقي القبض على زكي خلال زيارة لمصر في فبراير/شباط 2020، عندما كان طالب دراسات عليا في جامعة بولونيا بإيطاليا، ووُجهت إليه تهمة "إذاعة أخبار وبيانات كاذبة"، بسبب مقال كتبه عن أوضاع المسيحيين في مصر.
قضى الباحث 22 شهراً في الحبس الاحتياطي قبل الإفراج عنه على ذمة المحاكمة أمام محكمة أمن الدولة طوارئ في مسقط رأسه بمدينة المنصورة في دلتا النيل. ولا يمكن الاستئناف على هذا الحكم أمام محاكم أعلى، لكن بإمكان رئيس البلاد أن يُصادق عليه أو يلغيه.
عمل زكي في السابق باحثاً بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي منظمة حقوقية مستقلة رائدة. وقالت المنظمة إن زكي تعرض للتعذيب بعد إلقاء القبض عليه.
وبعد النطق بالحكم، أعلنت ثلاث شخصيات معارضةٌ انسحابها من الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة في مطلع مايو/أيار، لمناقشة كل القضايا الخلافية قبل أقل من عام على الانتخابات الرئاسية.
وفي أول تعقيب من روما، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إن الباحث باتريك زكي سيعود إلى إيطاليا الخميس 19 يوليو/تموز، بعد حصوله على عفو رئاسي في مصر من حكم بالسجن لثلاث سنوات، ويحمل زكي الجنسيتين المصرية والإيطالية.
ووجهت ميلوني في رسالة عبر الفيديو، الشكر إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "هذه الخطوة بالغة الأهمية"، وقالت: "سيعود باتريك إلى إيطاليا، وأتمنى له حياة هادئة وناجحة".
أما محمد الباقر فهو محامٍ ومدير تنفيذي لمركز عدالة للحقوق والحريات، وكان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 4 سنوات.
تم القبض على الباقر عام 2019، وتمت محاكمته أمام محكمة أمن الدولة طوارئ بتهمة نشر أخبار كاذبة في 2021، حسب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
يأتي هذا الحكم في وقت تستمر فيه حملة ممتدة منذ فترة طويلة على المعارضة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر عندما كان قائداً للجيش قبل عقد من الزمان وأصبح رئيساً للبلاد بعد ذلك بعام واحد.