وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين 17 يوليو/تموز 2023، هجوماً تعرض له جسر يربط بين جنوب روسيا وشبه جزيرة القرم بأنه "عمل إرهابي"، وكان بوتين يتحدث في لقاء تلفزيوني مع مسؤولين روس لتقييم آثار الهجوم، وطالب المسؤولين بتقديم مقترحات ملموسة لضمان أمن الجسر، الذي قال إن الهجوم ألحق به أضراراً جسيمة.
في الوقت نفسه أوعز بوتين إلى جهاز الأمن الفيدرالي ولجنة التحقيق وعدد من الإدارات الأخرى بالتحقيق بالتفصيل في ما حدث على جسر القرم، واعتبر عدم تضرر أعمدة الجسر جراء الهجوم الإرهابي "خبراً ساراً". كما تعهد الرئيس الروسي بالرد على الهجوم الإرهابي، وأكد أن وزارة الدفاع تعد المقترحات الملائمة لذلك.
ووصف الهجوم الإرهابي على جسر القرم بأنه وحشي ولا معنى له من وجهة النظر العسكرية. وأمر بوتين بتقديم كل مساعدة ممكنة للأشخاص الذين لا يستطيعون عبور الجسر الآن ويعانون من صعوبات. كما طالب الرئيس الروسي بتقديم مقترحات لتعزيز الأمن على جسر القرم.
روسيا تتوعد بالرد على استهداف جسر القرم
في سياق متصل توعدت روسيا، الإثنين، بالرد على استهداف الجسر الذي يربط أراضيها بشبه جزيرة القرم، وقالت موسكو إن الجسر استُهدف فجر اليوم بقاربين مسيّرين، مما تسبب بأضرار، وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي أن المعطيات الأولية تشير إلى عدم تضرر دعامات الجسر الذي يعد المنفذ البري الأهم لشبه الجزيرة مع روسيا.
وأعلنت لجنة التحقيقات الروسية مقتل مدنيين اثنين وإصابة طفلة في الهجوم، وأكدت اللجنة أن الهيئات الأمنية الأوكرانية هي من تقف وراءه. وكان الكرملين قال إن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد مساء الإثنين، اجتماعاً -بتقنية الفيديو- بشأن الوضع في جسر القرم، وذلك بعد اتهام موسكو كييف بالمسؤولية عن الهجوم.
وأشار الكرملين إلى علمه بمدى عمق التنسيق بين كييف والعواصم الأوروبية والناتو، ولكنه استبعد اللجوء إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن ولندن، مؤكداً الحاجة إلى قنوات للحوار.
روسيا تتهم أوكرانيا بالهجوم على جسر القرم
كانت روسيا قد اتهمت أوكرانيا، الإثنين 17 يوليو/تموز 2023، بتنفيذ هجوم على جسر القرم الذي يربط بين البرّ الروسي وشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة المرور على الجسر، فيما أكدت وسائل إعلام في أوكرانيا أيضاً، أن كييف تقف وراء الهجوم على الجسر.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت إن "هجوم اليوم على جسر القرم نفّذه نظام كييف"، وأضافت: "هذا النظام إرهابي ولديه كل السمات المميزة لمجموعة من مجموعات الجريمة المنظمة الدولية".
زاخاروفا قالت أيضاً، إن "المسؤولين الأوكرانيين يتخذون القرارات بمشاركة مباشرة من أجهزة مخابرات وسياسيين في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا. الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولتان عن كيان دولة إرهابية"، وفق تعبيرها.
كانت السلطات في موسكو قد أكدت أن الهجوم الذي وقع في جسر القرم أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، وفي وقت مبكر من اليوم الإثنين، قال حاكم شبه جزيرة القرم الذي عينته روسيا لإدارة المنطقة، سيرغي أكسيونوف، إن حركة المرور توقفت على الجسر.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام محلية، اليوم الإثنين، انفصال جزء من الطريق على جسر القرم.
وسائل إعلام أوكرانية تتحدث عن مسؤولية كييف عن استهداف الجسر
من جانبها، ذكرت اثنتان من وسائل الإعلام الأوكرانية على الأقل نقلاً عن مصادر لم تسمّها، أن وكالة الأمن الداخلي والبحرية الأوكرانية تقفان وراء الحادث الذي وقع في جسر القرم.
لم تدل هيئة البث العامة الأوكرانية، وصحيفة "يوكرانسكا برافدا" الإلكترونية إلا بقليل من التفاصيل عن عملية قالتا إن وكالة الأمن الداخلي والبحرية الأوكرانيتين شاركتا فيها، لكن هيئة البث العامة نقلت عن مصادر، قولها إن الجسر تعرض للهجوم بمركبات بحرية مسيّرة.
كما نقلت عن متحدث باسم القوات البحرية قوله إنه لا معلومات لديه، وحث المذيع على انتظار صدور بيانات رسمية، فيما لم يؤكد المسؤولون الأوكرانيون مسؤولية كييف عن الهجوم.
ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، قالت إن "حادث جسر القرم يمكن أن يكون عملاً استفزازياً من جانب موسكو"، وأضافت في تصريح لمحطة "رادا" التلفزيونية الأوكرانية: "إثارة مثل هذه الاستفزازات التي أعلنت عنها سلطات الاحتلال في القرم بصخب كبير على الفور، هي طريقة نمطية لدى سلطات القرم والدولة المعتدية لحل المشكلات".
في وقت سابق، حمّل رئيس برلمان القرم فلاديمير كونستانتينوف، أوكرانيا مسؤولية الحادث، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس".
كانت تقارير إعلامية تحدثت عن سماع السكان المحليين دوي انفجارات في الساعات الأولى من صباح اليوم، قبيل الإعلان عن وقوع الحادث.
افتتح جسر القرم الذي يبلغ طوله 19 كيلومتراً في عام 2018، وهو الرابط البري الرئيسي بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وتشير التقارير إلى أن روسيا تعمل منذ ضم القرم عام 2014، على تعزيز شبه الجزيرة عسكرياً عن طريق إقامة القواعد وبناء الجسور والإمدادات اللوجستية.