أفادت شبكة سي إن إن الأمريكية، الجمعة 14 يوليو/تموز 2023، بحدوث اختراق صيني لأنظمة بريد إلكتروني حكومية، بما فيها وزارة الخارجية الأمريكية، لافتة إلى أن الاختراق منح الصين معطيات عن توجهات واشنطن قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين، في يونيو/حزيران الماضي.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين أن عملية الاختراق استمرت شهراً قبل أن تبلغ وزارة الخارجية شركة مايكروسوفت بوجود أنشطة غريبة في شبكتها.
المسؤولون أضافوا أن القلق يزداد في واشنطن بشأن استراتيجيات الأمن السيبراني لشركة مايكروسوفت، وأن أسئلة لا تزال موجودة عن كيفية سرقة المتسللين مفتاح التشفير وتمكنهم من الولوج إلى شبكة مايكروسوفت.
والجمعة، لم يوضح وزير الخارجية الأمريكي خلال لقائه وزيرَي خارجية اليابان وكوريا الجنوبية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، كيف تعتزم الولايات المتحدة الرد على عملية القرصنة الصينية.
وقال: "لا يمكنني مناقشة تفاصيل ردنا، وإن هذا الحادث لا يزال قيد التحقيق"، مضيفاً: "بشكل عام، أوضحنا باستمرار للصين وكذلك للدول الأخرى، أن أي إجراء يستهدف الحكومة الأمريكية أو الشركات الأمريكية والمواطنين الأمريكيين يمثل مصدر قلق عميق لنا، وسنتخذ الإجراء المناسب رداً على ذلك".
إلى ذلك، وصف المسؤولون الأمريكيون الصين باستمرار بأنها أكثر خصوم الولايات المتحدة تقدماً في الفضاء الإلكتروني، وهو المجال الذي كان مراراً وتكراراً مصدر توتر ثنائياً في السنوات الأخيرة، وهو ما أكده مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عندما قال إن بكين لديها برنامج قرصنة أكبر من جميع الحكومات الأخرى مجتمعة، لكن الصين تنفي هذه المزاعم بشكل روتيني.
وتأتي هذه الأنباء بعد أيام من إعلان شركة مايكروسوفت للبرمجيات والتكنولوجيا أن مجموعة قرصنة تتخذ من الصين مقراً لها، قامت بعمليات تجسس اخترقت خلالها سلسلة من حسابات البريد الإلكتروني المرتبطة بوكالات حكومية في أوروبا الغربية.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء، الأربعاء، عن شركة مايكروسوفت قولها إن مجموعة القرصنة تحمل اسم "ستورم-0558" (Storm-0558)، وتمكنت من الاستمرار من دون أن يتم اكتشافها لمدة شهر، بعد أن حصلت في منتصف مايو/أيار الماضي على بيانات موجودة على بريد إلكتروني تخص نحو 25 هيئة ومنظمة.
ولم تكتشف شركة البرمجيات الأمريكية حدوث الاختراق إلا بعد تحقيق أجري منتصف يونيو/حزيران الماضي، بعد أن تم تنبيهها من خلال تقارير العملاء بشأن وجود نشاط غير طبيعي على البريد الإلكتروني.
وكتب تشارلي بيل نائب الرئيس التنفيذي في مايكروسوفت: "إننا نقدر أن هذا الخصم يركز على التجسس، مثل الوصول إلى أنظمة البريد الإلكتروني من أجل جمع المعلومات الاستخباراتية".
وقالت مايكروسوفت إنها أخطرت العملاء المتضررين وقامت بجهود للتخفيف من آثار عمليات القرصنة.